أعرب أحمد لخضر بن سعيد الناطق الرسمي باسم الهيئة الجزائرية المناهضة للفكر الاستعماري عن استيائه من إصرار فرنسا على تزوير الحقبة الاستعمارية وتبييض صفحات تاريخها في الجزائر داعيا كافة الشعب إلى الاستنفار والدفاع بقوة عن الذاكرة الجماعية وتاريخ المقاومة الجزائرية ضد المستعمر، يأتي هذا في وقت يستعد فيه الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند لزيارة الجزائر نهاية العام مشددا على ضرورة استخدام التاريخ لبناء المستقبل. استنكرت الهيئة الجزائرية المناهضة للفكر الاستعماري في بيان لها تلقت (أخبار اليوم) نسخة منه (إصرار فرنسا على تزوير تاريخها الاستعماري إبان الاحتلال الذي دام 132 سنة في محاولة لتبييض صفحاتها الاستعمارية في الجزائر، وأضاف البيان الذي حمل توقيع الناطق الرسمي باسم الهيئة أحمد لخضر بن سعيد أن تعامل فرانسوا هولاند مع ملف الذاكرة التاريخية والعلاقات الثنائية بين البلدين لن يختلف عن (كثيرا عن سابقه ساركوزي)، مؤكدا أن هذا الأخير لم يتوان في أول زيارة له إلى الجزائر عقب توليه الرئاسة عن (الحديث عن علاقات اقتصادية بين البلدين بعيدا عن الماضي المشترك وقضايا الذاكرة)، وهو نفس الطرح الذي دعا إليه هولاند -حسب البيان-، وأعرب بن سعيد في ذات البيان عن استيائه من تصريحات وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الذي قال أن زيارة هولاند إلى الجزائر لن تحمل أي إعلان عن جرائم فرنسا الاستعمارية، مؤكدا أن (الجزائريين لا يريدون البتة زيارة تنظر إلى الماضي). وحذر الناطق باسم الهيئة الجزائرية المناهضة للفكر الاستعماري من محاولات فرنسا للإبقاء على الثقافة الاستعمارية وتغذية أوهام الأقدام السوداء وغيرهم من الحالمين بجزائر فرنسية، وذلك من خلال الإصرار على تقنين تشويه التاريخ و(محاولة فرضه كأمر واقع على الباحثين الأكاديميين)، منبها أن فرنسا لا تملك أي نية (لطي الصفحة الكولونيالية وإقامة علاقات سليمة بين الجزائروفرنسا متخلصة من الذهنية الاستعمارية). وانتقد لخضر بن سعيد في ذات البيان موقف المسؤولين الجزائريين، مؤكدا أن رجال السلطة في الجزائر ينددون منذ الاستقلال بجرائم الاستعمار ويطالبون بعدم السكوت عنها لكن ذلك لا يجد له صدى ولا ترجمة في (العمل الحكومي ولا في قوانين البلاد ولا في تصرفات بعض المسؤولين)، وأعرب الناطق الرسمي باسم الهيئة بهذا الصدد عن أمله في أن (تشغل هذه المسائل الخطيرة اهتمام الأحزاب والسلطة السياسية في البلاد)، داعيا كافة الشعب إلى "الاستنفار بقوة للدفاع عن ذاكرتهم الجماعية وعن تاريخ مقاومة الشعب الجزائري للاحتلال والاستعمار) وشدد في ذات السياق على ضرورة (تحميل الدولة الفرنسية ومؤسساتها، ومؤسسات المجتمع السياسي والمدني كامل المسؤولية على مستقبل العلاقات بين البلدين والشعبين). ومن جانب آخر لم تحمل تصريحات الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الذي يحضر لزيارة قريبة إلى الجزائر أي نية في التطرق إلى الماضي الاستعماري للدولة الفرنسية في الجزائر بل على العكس تماما أشارت أغلب تصريحاته إلى ضرورة تجاوز الماضي وبناء علاقات ثنائية بعيدا عن الذاكرة التاريخية وقال هولاند بهذا الشأن في آخر تصريحاته خلال مؤتمر صحفي عقد مؤخرا أن (التاريخ يجب أن يستخدم لبناء المستقبل وليس لمنع هذا البناء بالتالي علينا أن ننسج علاقات ندرك أنها ستكون خاصة مع الجزائر بهدف التمكن من تجاوزها، وتجاوز كل ما له علاقة بالتاريخ وبتاريخ مؤلم بطريقة تمكننا من التوجه بحزم إلى المستقبل لأنه توجد إمكانات هائلة بين بلدينا من أجل التنمية الاقتصادية والثقافية).