صرّح وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس بأن فرنسا (لا تقول إنها ستتدخّل مباشرة في مالي لكنها لا تستبعد مبدأ مساعدة الأفارقة على التوصّل إلى حلّ للأزمة في مالي)، وهو ما يتوافق إلى حدّ ما مع الرؤية الجزائرية لعلاج الأزمة، حيث ترفض بلادنا التعجيل بعمل عسكري قد تكون أثاره وخيمة على المنطقة بأسرها. قال السيّد فابيوس مساء الثلاثاء في ندوة صحفية بباريس: (نحن لا نقول إننا سنتدخّل مباشرة في مالي لأننا مجنّدون ونحن نستعدّ لمساعدة الأفارقة على التوصّل إلى حلّ إفريقي). وألحّ الوزير الفرنسي على ضرورة تعزيز الحوار السياسي (بين السلطات المالية وتلك المتواجدة في شمال مالي وتلك التي ترفض العنف والإرهاب للتوصّل إلى تسوية للأزمة في هذا البلد)، وذكّر في ذات السياق بتوافق الرؤى بين فرنسا والجزائر لصالح حلّ سياسي يقوم على الحوار، مذكّرا بأنه حين يتعلّق الأمر بجماعات إرهابية (لا يمكننا تفادي الشقّ الأمني). واعتبر وزير الشؤون الخارجية الفرنسي أنه (يوجد في مالي سكان في الشمال يرفضون اليوم أكثر من السابق وجود جماعات إرهابية ويدعون إلى الوحدة الترابية لمالي)، كما أشار إلى أن تواجد جماعات إرهابية في ذلك البلد يعد (خطرا يخص كذلك بلدان الجوار ومجموع إفريقيا وأوروبا نفسها)، معربا عن خشيته من (تدهور الوضع في ذلك البلد وأثاره الإقليمية)، وأضاف أن (تواجد الإرهاب والاتّجار بالمخدّرات والمتاجرة بالرّهائن وانتشار الأسلحة المتطوّرة والتمويلات تعدّ تهديدا لمجموع القارّة الإفريقية ولأوروبا)، ويتعلّق الأمر -كما قال- بتحقيق ثلاثة إنجازات في مالي وينبغي التأكيد مرّة أخرى أن الأفارقة هم المطالبون بتحقيق إنجازات في تلك الميادين. وأكّد السيّد فابيوس أنه بالموازاة مع الحوار السياسي يوجد هناك البعد الأمني، مضيفا أن قوات الأمن المالية (أصبحت على قدر كبير من الضعف والتشتّت، وأنه ينبغي بالتالي إعادة تشكيلها). في سياق ذي صلة، أكّد المبعوث الخاص للأمين العام الأممي لمنطقة الساحل السيّد رومانو برودي بالرباط أنه سيبذل كلّ ما في وسعه من أجل تفادي تدخّل عسكري في شمال مالي، مع استبعاد إلى حدّ الساعة إمكانية اللّجوء إلى هذا الخيار. وصرّح السيّد برودي بخصوص الوضع في مالي الذي تسيطر على شماله الجماعات المسلّحة قائلا: (سأبذل كلّ ما في وسعي لتجنّب الحرب في شمال مالي، والتي نعرف انعكاساتها المأساوية). وأكّد السيّد برودي خلال ندوة صحفية مشتركة مع الوزير المغربي للشؤون الخارجية والتعاون السيّد سعد الدين العثماني أنه يحبّذ الخيار السياسي لحلّ الأزمة في مالي، وأضاف أن (مهمّتي هي البحث عن جميع الحلول من أجل السلم في مالي)، موضّحا أن أيّ عمل عسكري يجب أن يتمّ التحضير له جيّدا حتى يكون (فعّالا). وذكر السيّد برودي الذي كان رئيسا للمفوضية الأوروبية ورئيسا سابقا للحكومة الإيطالية والمتواجد بالمغرب منذ أمس الاثنين، أن (جميع الخبراء