مساهل في باريس لإقناع الفرنسيين بالتخلي عن الخيار العسكري في مالي كشف مصدر دبلوماسي، بأن الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية، عبد القادر مساهل، سيزور باريس هذه الأيام، لبحث الأزمة في مالي مع وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، وقالت المصادر ذاتها، بان مساهل، سيسعى لإقناع المسؤولين الفرنسيين، بضرورة منح فرصة للجهود الدبلوماسية لإنهاء الأزمة التي تعرفها مالي، والتخلي عن العمل العسكري الذي دعت إلى فرنسا عبر الأممالمتحدة. تسعى الجزائر لإقناع الرئيس الفرنسي، بالتخلي عن خيار التدخل العسكري في مالي، وفسح المجال للجهود الدبلوماسية، والمفاوضات بين فرقاء الأزمة المالية لحل الأزمة في الشمال، وقال موقع «أفريك انتيليجنس» استنادا إلى مصدر دبلوماسي فرنسي، بان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، سيستقبل في الأيام القادمة، الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية، عبد القادر مساهل، لبحث الأزمة المالية. وقال المصدر، بأن الجزائر التي ترفض أي عمل عسكري أجنبي في شمال مالي، ستحاول إقناع المسؤولين الفرنسيين، يفسح المجال أمام الحل السياسي والدبلوماسي، واستبعاد الخيار العسكري ضد الجماعات الإسلامية التي تسيطر على الشمال، خاصة وان باريس أبدت دعمها لفكرة إرسال قوة عسكرية تابعة لمجموعة دول غرب إفريقيا «ايكواس» لدعم الجيش المالي وإطلاق حملة عسكرية ضد الجماعات التي تسيطر على الشمال. وسيقدم مساهل خلال اللقاء الذي سيجمعه بوزير الخارجية الفرنسي، تصور الجزائر للخروج من الأزمة، والذي عرضه الوزير خلال المناقشات التي جرت بنيويروك على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، والجوانب التي يجب أخذها بعين الاعتبار في تحديد إستراتيجية خاصة بالساحل و أكد مساهل في مداخلته، أن البحث عن مخرج للازمة في مالي ينبغي أن يتم في ظل احترام بعض الشروط ، منها بقاء الحل بيد الماليين، ومراعاة امن دول الميدان المجاورة لمالي، والدفع نحو حل سياسي تفاوضي في اقرب الآجال الممكنة و ذلك لتفادي أي انزلاق يجر معه الأطراف التي تنبذ بشكل صريح الإرهاب و الجريمة الدولية المنظمة و يرفضون أي مساس بالسلامة الترابية لمالي. واعتبر مساهل، بان الأحداث الجارية في المنطقة، لا ينبغي أن تبعد الأنظار عن تحديد الخطر الحقيقي الذي يهدد استقرارها و أمنها. ويتعلق الأمر بالإرهاب و الجريمة المنظمة العابرة للأوطان والذي زاد من حدتهما الانتشار غير المراقب لكميات كبيرة من الأسلحة سيما بسبب النزاع في ليبيا و الفقر الذي بدا يأخذ أبعاد أزمة إنسانية خطيرة بسبب تدهور الأوضاع في شمال مالي. وقال وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي، السبت بنيويورك أن الجزائر تسعى إلى إيجاد «حل سلمي و دائم» بمالي الذي يواجه أزمة سياسية و أمنية و إنسانية. وأوضح مدلسي خلال تدخله في النقاش العام بالجمعية العامة للأمم المتحدة بان بلدان منطقة الساحل تواجه أخطارا وتهديدات بدليل عودة الإرهاب إلى نشاطاته الأكثر عنفا و ارتباطاته مع ظاهرتي الجريمة المنظمة و تهريب الأسلحة و المخدرات. وأكد مدلسي أن «الجزائر تسعى في الإطار العملياتي المتفق عليه مع بلدان الميدان إلى إيجاد حل سلمي ودائم لهذه الأزمة» و ذلك بالتشاور مع الاتحاد الإفريقي و المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا و الفاعلين المعنيين الآخرين في المنطقة. وتدفع باريس نحو التدخل العسكري في شمال مالي، وقال الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، إن “ما يحدث في مالي يشكل تهديدا لإفريقيا الغربية وشمال إفريقيا وأيضا لكل المجموعة الدولية". ودعت فرنسا، إلى عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي لبحث تداعيات الأزمة في مالي وآليات إنهائها من خلال بحث الطلب الذي تقدمت به السلطات المالية للقيام بتدخل عسكري في شمال البلاد الواقع تحت سيطرة المسلحين الإسلاميين. وشرعت الجزائر في الترويج لموقفها الرافض لتدويل الأزمة المالية، حيث التقى وزير الخارجية الجزائري، مراد مدلسي، على هامش الدورة ال67 للجمعية العامة لمنظمة الأممالمتحدة بنيويورك، كلا من وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، والصيني يانج يي شي، وتطرقت المحادثات، إلى الوضع في منطقة الساحل ومالي، التي تعيش على وقع أزمة أمنية وإنسانية. ويتفق الموقفان الروسي والصيني، بشأن الأزمة في مالي مع الموقف الجزائري، الذي يرى ضرورة مساعدة الأطراف المتنازعة على حل مشاكلهم الداخلية عن طريق الحوار. كما أعلنت واشنطن على لسان لقائد الأعلى لقيادة القوات المسلحة الأمريكية بإفريقيا (أفريكوم) بالجزائر أنها تؤيد إيجاد حل «سياسي و ديبلوماسي» للأزمة التي تهز شمال مالي منذ عدة أشهر. وقال الجنرال هام «أن البديل الوحيد الذي لا يجب أن يكون هو الوجود العسكري الأمريكي في شمال مالي». وأضاف المسؤول الأمريكي أن «أحد الجوانب الأساسية في تسوية الأزمة المالية يكمن في التمييز بين المجموعات المسلحة بالمنطقة و تحديد تلك التي تعتبر إرهابية من التي هي ليس كذلك». وبالمناسبة نوه الجنرال الأمريكي ب «الحضور الفعال جدا» للجزائر لا سيما بفضل المساعدة الإنسانية التي تقدمها للسكان اللاجئين بالمنطقة.