شكك رومانو برودي، المبعوث الأممي الخاص إلى منطقة الساحل، في إمكانية تنفيذ تدخل عسكري في شمال مالي قبل حلول سبتمبر من العام القادم. واستند المسؤول الإيطالي السابق على تقارير لخبراء في المجالين العسكري والسياسي الذين أكدوا استحالة القيام بعملية عسكرية ناجحة في شمال مالي قبل الآجال المذكورة. وأكد برودي في سياق موقفه الرافض لخيار الحل العسكري بأنه سيبذل كل ما في وسعه من أجل تفادي القيام بتدخل عسكري في شمال هذا البلد. وقال المبعوث الخاص للأمين العام الأممي بالعاصمة المغربية خلال ندوة صحفية عقدها رفقة وزير الخارجية المغربي سعد الدين العثماني إنه "يحبذ الخيار السياسي لتسوية الأزمة الأمنية في مالي"، مضيفا "مهمتي تتلخص في البحث عن جميع الحلول من أجل تغليب خيار السلم" وعلى اعتبار أن أي عمل عسكري يجب أن يتم التحضير له جيدا حتى يكون "فعالا". وقال -في السياق- إن منطقة الساحل تحتاج إلى تحركين متوازيين يركز الأول على مكافحة الإرهاب، بينما يكرس الثاني العمل الإنساني والتنموي لسكان ولايات شمال مالي. وجاءت تصريحات المبعوث الأممي الخاص عشرة أيام بعد قرار دول غرب إفريقيا إرسال قوة عسكرية إلى مالي قوامها 3300 رجل من أجل مساعدة قوات هذا البلد على محاربة مقاتلي تنظيمي التوحيد والجهاد والقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. وصادق قادة دول منظمة "إيكواس" خلال قمة جمعتهم بالعاصمة النيجيرية أبوجا على خطة تدخل أرسلت إلى مجلس الأمن الدولي، الذي ينتظر أن يبث فيها خلال اجتماع خاص بالأزمة المالية في ديسمبر القادم. وما انفك رومانو برودي يدافع منذ تعيينه في منصبه الجديد من طرف الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون على تغليب الخيار التفاوضي على أن يكون اللجوء إلى الخيار العسكري كآخر الحلول وبعد أن تكون كل سبل الحل السياسي قد استنفذت. من جهة أخرى، أكدت مصادر متطابقة بالعاصمة المالية باماكو أن الرعية الأوروبي الذي اختطف أمس بمنطقة كايس (غرب العاصمة المالية)، فرنسي من أصول برتغالية يبلغ من العمر 61 عاما وقد وقع بين أيدي مجموعة مسلحة عندما كان قادما إليها من موريتانيا. وأكد مصدر أمني مالي ووكالة الأنباء الموريتانية أن "جيل بيرتو رودريغيث ليال" اختطف من طرف مجموعة مسلحين ليلة الثلاثاء إلى الأربعاء، حيث غادر التراب الموريتاني إلى مالي على متن سيارته الخاصة. وأكدت السلطات الفرنسية خبر اختطاف رعيتها مؤكدة أنها ستعمل كل ما في وسعها من أجل العثور عليه، وقال الرئيس فرانسوا هولاند إنه "سيعمل المستحيل من أجل تحريره" في الوقت الذي حث فيه وزير الخارجية لوران فابيوس الفرنسيين على عدم التوجه إلى هذه المنطقة. ويضاف هذا الرعية إلى تسعة رعايا غربيين آخرين اختطفوا تباعا خلال السنوات الأخيرة في شمال مالي إضافة إلى ستة آخرين اختطفوا مؤخرا في دولة النيجر.