زعم مفتي البلاط السعودي الشيخ عبد العزيز آل الشيخ أن المظاهرات لا أصل لها في الشرع الإسلامي واعتبر أنها (لم تحقق خيرا ولم نر فيها خيرا أبدا، وإنما رأينا الشر والبلاء).؟! ونقلت وسائل إعلام سعودية عن مفتي البلاط السعودي، أمس الأربعاء، قوله في محاضرة حول أهمية الأمن، ألقاها على رجال أمن بنادي الضباط في الرياض الثلاثاء، إن (الدعوة إلى المظاهرات لا تمتُّ إلى الإسلام بصلة، فالشرع فيه التناصح وأمرُهُم شورى بينهم، أما هذه المظاهرات فهي فوضوية وطريقة سيئة ومبدأ خطير لا يحقق أي خير) على حدّ زعمه، مضيفاً أن (فتح الفوضى للدهماء بهذا الشكل يجعل أعداءنا يستغلونها كما استغلوها في بعض بلاد العالم الإسلامي في نشر الفوضى). وأرجع مفتي السلطان السببَ فيما يحدث في العالم الإسلامي والعربي إلى (الإعراض عن دين الله، وعدم السمع والطاعة للولاة أو تدخل بعض الجهات الخارجية). وكبديل عن المظاهرات والاحتجاجات المنادية بالحريات والحقوق الديمقراطية والرافضة للقمع وكبت الأنفاس، قال مفتي النظام الشمولي السعودي (الواجب على المسلم التناصح، فالدين النصيحة.. فالتعاون والتشاور على البر والتقوى مبدأنا، فالمظاهرات والفوضى والسِّباب والتهم ليست من صفات المسلمين) دون أن يوضّح ما الذي حققه (التناصح) على صعيد دفع النظام الشمولي السعودي إلى الاعتراف بحقوق مواطنيه وحرياتهم الديمقراطية، وهو الذي لا يعترف لهم حتى بحقهم في الانتخاب. ودعا آل الشيخ القائمين على المناهج إلى أن (يكون محتواها يخدم الدين ثم الوطن وأن ترسخ العقيدة الصحيحة وتوضِّح للنشء خطر الأفكار الهدامة)، مطالبا الإعلام وخطباء المنابر أن (يشاركوا ويتعاونوا في حماية الأبناء من الأفكار الضالة). وقال (بُلينا بأفكار هدامة تنشرها بعض وسائل الإعلام لتفتيت مجتمعنا، فلا بد أن نحمي أبناءنا من هذا الفكر المتطرف الذي تبثه هذه الوسائل التي تنشر الأكاذيب عن وطننا، فهناك إعلامٌ جائر كاذب يجب على المجتمع المسلم ألا يكون منقادا له فهو يروج الأكاذيب، ويجب علينا كشفهم وتوضيح أباطيلهم). دون أن يوضّح طبيعة (الأكاذيب) التي يروج لها هذا (الإعلام الجائر) على حدّ تعبير مفتي البلاط الذي لا يترك مناسبة تمرّ إلا ويدعو فيها المسلمين ضمنياً إلى الاستمرار في الخنوع والخضوع لمن يسميهم (ولاة الأمر) حتى وإن كان هؤلاء (الولاة) من أكثر الحكام طغياناً واستبداداً وفساداً وقمعاً لشعوبهم في العالم.