هاجم الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، مفتي عام السعودية، الداعين للمظاهرات والاعتصامات في دول الخليج العربي بهدف إقامة أنظمة ديمقراطية حقيقية تحل محل لأنظمة الشمولية المتخلفة التي تجثم على صدور شعوب الخليج منذ عقود طويلة، ووصف من يدعو إلى ذلك ب(الفوضويين والضالين الذين يستهدفون النيل من الأمن والاستقرار) على حدّ زعمه. وادعى مفتي البلاط: أن (هناك عدوا يتربص بدول الخليج العربي، ويستهدف الدين والعقيدة والمجتمعات الخليجية، ويرغب في أن يُفسد على دول الخليج أمنها؟!). ودعا الجميع إلى (الحذر من هذه المخططات، وعدم الانقياد للآراء الضالة، ودعوات المعارضات والإضرابات)، زاعماً أن (هذه الدعوات ضالة مفسدة). وأضاف: (الأعداء يحاولون التربص بدول الخليج لتفكيك وحدتنا، وذلك بدعوات ضالة، همهم الأول زعزعة وتشتيت وحدة الصف، واستهداف الدين والعقيدة) دون أن يوضح كيف تكون الدعوات إلى المطالبة بالحقوق الديمقراطية (استهدافاً للدين والعقيدة؟!) كما يزعم. ودعا آل الشيخ مواطني دول الخليج إلى القبول بالأمر الواقع والرضا بحكم الملكيات الاستبدادية المتخلفة قائلاً: (التظاهرات والانقلابات لم تترك سوى المصائب التي أثرت في الأوطان والممتلكات والأنفس، وعلى المواطنين في الخليج الوقوف مع قادتهم ضد المتربصين باستقرارهم، ونبذ كل من يدعو إلى الانشقاق والفرقة). واتفق كلام مفتي البلاط السعودي مع علماء سعوديين سابقين حول حكم التظاهرات والدعوة إليها، حيث زعم سلفُه الشيخ عبد العزيز بن باز مفتي المملكة السابق أن (التظاهرات من أسباب الفتن ومن أسباب الشرور، ومن أسباب ظلم بعض الناس والتعدي على بعض الناس بغير حق ولكن الأسباب الشرعية المُكاتبة والنصيحة، والدعوة إلى الخير بالطرق السليمة، الطرق التي سلكها أهل العلم، وسلكها أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وأتباعُهم بإحسان بالمكاتبة والمشافهة مع الأمير ومع السلطان والاتصال به ومناصحته والمكاتبة له، دون التشهير في المنابر وغيرها بأنه فعل كذا وصار منه كذا). وقال الشيخ ابن باز: (الأسلوب السيئ العنيف من أخطر الوسائل في رد الحق وعدم قبوله أو إثارة القلاقل والظلم والعدوان والمضاربات، ويلحق بهذا الباب ما يفعله بعض الناس من التظاهرات التي تسبب شرًّا عظيمًا على الدعاة، في المسيرات في الشوارع والهتافات ليست هي الطريق الصحيح للإصلاح والدعوة في الطريق الصحيح، بالزيارة والمكاتبات بالتي هي أحسن). وقال العلامة الراحل الشيخ محمد بن عثيمين: (التظاهرات من الفوضى والشغب ما يجعلها أمرًا ممنوعًا، حيث يحصل فيها تكسير الزجاج والأبواب وغيرها، ويحصل فيها أيضًا اختلاط الرجال بالنساء، والشباب بالشيوخ، وما أشبه ذلك من المفاسد والمنكرات). وأما قولهم: إن هذه التظاهرات سلمية، فيقول الشيخ ابن عثيمين: (هي قد تكون سلمية في أول الأمر أو في أول مرة ثم تكون تخريبية، وأنصح الشباب أن يتبعوا سبيل من سلف فإن الله سبحانه وتعالى أثنى على المهاجرين والأنصار، وأثنى على الذين اتبعوهم بإحسان).