لا زالت أكثر من 18 عائلة تقطن حوش (بيطافي) الواقع ببلدية بئر خادم تتخبط في أوضاع مزرية ومعاناة عمرت طويلا وجعلت الحي منسيا وبعيدا عن كل الاهتمامات والمشاريع السكنية، فرغم مضي 20 سنة على إقامتهم في هذه البنايات إلا أنهم لم يستفيدوا من أي حصة سكنية، غير أن وضعية هذه السكنات التي تآكلت لفعل مرور الزمن والعوامل الطبيعية أضحت تشكل خطرا على حياتهم خاصة عقب زلزال 2003 وهي مهددة بالانهيار في أية لحظة فوق رؤوسهم نتيجة التصدعات والتشققات التي حدثت، خاصة أنها لم تعرف أي ترميم بسبب غياب عقود الملكية التي حالت بينهم وبين تشييد بناءات تليق بهم كمواطنين وبالتالي تخوفهم من تكبد خسائر مادية جعتلهم في حيرة من أمرهم. وبعيدا عن حالة البنايات أو تلك المشيدة بالطين والزنك فإن ما هو جدير بالذكر أن الحوش يفتقر لأدنى وأبسط شروط الحياة الكريمة، بداية بانعدام قنوات الصرف الصحي أو غاز المدينة.. وقد رفض السكان في وقت سابق حسب ما أكدوه قرار البلدية والمتمثل في ترحيل عائلات الحي نحو الشاليهات وذلك مرده عدم ضمان ترحيلهم بعد نقلهم إلى الشاليهات، وهو الأمر الذي تعاني منه العائلات المقيمة بالشاليهات، والتي طالت مدة بقائها بها، دون أن تخص بأي عملية ترحيل. ولعل هذا ما جعل السلطات تضعهم في خانة اللامبالاة وطي النسيان، في وقت شددوا على ضرورة إيجاد حل بديل بتسوية عقود الملكية في حال عدم استفادتهم من سكنات، ويعتبر هذا الانشغال مطلبا مشتركا لكل قاطني الأحواش. وأمام هذه الأوضاع المأساوية التي باتت هاجس العائلات ناشدت قرابة 20 عائلة مقيمة بالحوش المذكور السلطات المحلية والولائية التدخل لتحسين الوضعية التي تعيشها منذ أزيد من 20 سنة، حيث طالبوا بمنحهم بطاقة الإقامة التي تثبت انتماءهم للبلدية لتسهيل ملفاتهم الإدارية التي لازالت عالقة إلى يومنا هذا على حد تعبيرهم . وأكد السكان أنهم لجأوا للإقامة بهذا المكان بسبب الأوضاع الأمنية التي كانت سائدة خلال عشرية كاملة، حيث قاموا بتشييد أكواخ تفتقر لأبسط الشروط الصحية، كما تم ربطها بالشبكة الكهربائية بطرق عشوائية، فضلا عن الصعوبة الكبيرة التي يواجهونها في التزود بالماء الصالح للشرب، وقارورات الغاز التي تعرف نقصا خاصة في فصل الشتاء، كما أن وضعية الطرق المؤدية إلى حي بيطافي متدهورة للغاية، حيث تتحول إلى كتل من الأوحال ومستنقعات بعد تساقط أولى قطرات الأمطار مما يصعب على القاطنين اجتيازها خصوصا الأطفال المتمدرسين، الأمر الذي زاد من معاناة هؤلاء السكان الذين يواجهون أحلك الظروف، وبالمقابل يتجاهلهم المسؤولون الذين لم يكلفوا أنفسهم لوضع حد لمعاناتهم المتواصلة كما لو لم تكن تلك العائلات ضمن خريطة إقليم البلدية الوضع الذي زاد من استيائهم وتذمرهم، وحسب السكان أن كل آمالهم معلقة على التشريعيات الجديدة وأن يكون الرئيس البلدية الجديد مناسبا للمكانة التي تعطى له في حل مشاكل المواطنين لاسيما المتضررين.