* بن براهم: "عملية الملاحظة تمّت دون ترخيص" اعترف أمس رئيس جمعية أضواء رايتس للديمقراطية وحقوق الإنسان ومنسّق مرصد المجتمع المدني لملاحظة الانتخابات نور الدين بن براهم أن تواجد الملاحظين التابعين للمرصد في مراكز الاقتراع كان بصفة غير رسمية، حيث تقدّم بعدّة طلبات للسلطات المعنية لمنحهم ترخيصا لكنهم لم يتلقّوا أيّ ردّ، ما جعلهم ينجزون مهمّتهم المتمثّلة في ملاحظة عملية الاقتراع دون ترخيص بداية من افتتاح مكاتب التصويت إلى غاية نهاية عملية الاقتراع والفرز والعمل على نقل جميع التجاوزات والانتهاكات التي عرفتها العملية، حيث تمّ تسجيل ما نسبته 31 بالمائة من الحملات الدعائية بالقرب وبداخل مراكز التصويت، فضلا عن الجوانب الإيجابية لضمّها في تقرير مفصّل سوف يرفع إلى رئاسة الجمهورية في غضون الأيّام القليلة القادمة. لم يخف بن براهم تسجيل الملاحظين المقدّر عددهم بألف ملاحظ منتشرين عبر مكاتب الاقتراع في 18 ولاية، عدّة تجاوزات وانتهاكات تعلّقت في مجملها بالدعاية داخل مكاتب التصويت وعدم احترام مواقيت افتتاح المكاتب، كما تمّ تسجيل عدد من النقاط الإيجابية، مؤكّدا في الوقت ذاته أن المرصد هيئة غير حكومية تسعى لتأسيس مرصد مدني دائم يعمل بكلّ استقلالية وحيادية وحرّية في مراقبة الانتخابات عن طريق إدماجه في القانون العضوي، وأن مهمّته ليست تحديد الأحزاب المعنية بالتجاوزات أو محاسبتها، بل إخطار المواطن والجهات المسؤولة بها والعمل على تقديم توصيات لتطوير هذه العملية مستقبلا لإرساء قواعد الملاحظة المحلّية للعملية الانتخابية ودعم المجتمع المدني لبناء وترقية الممارسة الديمقراطية وتفعيل دور المواطنة، وقد جاءت هذه المبادرة انطلاقا من القانون الذي ينصّ في المواد 47-48-165 على إعطاء الحقّ للمواطن في مراقبة سيرورة العملية الانتخابية. المرصد يحصي 13.2 بالمائة من شكاوى الأحزاب خلصت عملية ملاحظة مكاتب التصويت خلال الفترة الصباحية حسب النّاطقة الرّسمية للمرصد نفيسة لحرش إلى تسجيل الملاحظين حملات انتخابية نشطة موجودة بالقرب من الكثير من مراكز الاقتراع بنسبة 31 بالمائة. كما تمّ تسجيل مخالفات متعدّدة منها تواجد مواد دعائية معلّقة على جدران مكاتب التصويت وهذا في كلّ من مركز (محمد العيد آل خليفة) في بلدية سور الغزلان بولاية البويرة ومركز (الشيخ العربي تبسي) ببلدية تبسة، كما تمّ تسجيل شكاوى من قِبل ممثّلي الأحزاب بنسبة 13.2 بالمائة و22 بالمائة من مراكز الانتخاب لم تكن مجهّزة لخدمة المعوقين. ومن بين الملاحظات الإيجابية التي تمّ تسجيلها هي أن 91 بالمائة من المراكز فتحت أبوابها في تمام الساعة الثامنة صباحا باستثناء مركز (ابن باديس)، مركز (عيسات إيدير) ببلدية برج الكيفان بالعاصمة، مركز (بلعريبة شريف) بولاية البليدة ومركز (ابن خلدون) بولاية أدرار. كما سجّل المرصد توافد النّاخبين في الساعات الأولى باستثناء مراكز الانتخاب في بلدية (سالي) بأدرار ومركز (سعيد شلال) ببليدية بين عمران بولاية بومرداس ومركز (ابن باديس) ببلدية تادلس بتمنراست ومركز (بوشريط عبد الرحمن) ببلدية أقبو بولاية بجاية. كما سجّل المركز 92 بالمائة من مراكز الاقتراع كانت مستعدّة لاستقبال النّاخبين، كما تواجدت لجان الانتخاب بكامل طاقمها. ومن الحوادث والانتهاكات التي عرفتها سيرورة العملية الانتخابية هي إضرار النّاخبين بمركز (الشيخ الطاهر الجزائري) ببلدية الكاليتوس بالعاصمة للانتظار خارج المركز بسبب عدم توفّر ختم (انتخب). كما سجّل مركز (ابن كانن) ببلدية الدارالبيضاء شكاوى عن تأثير أحد الأحزاب على النّاخبين وتوجيههم، فضلا عن حدوث مشاجرة في مركز (الحاكمية) بولاية البويرة بين ممثّلي الأحزاب وتأخّر فتح المكتب، إلى جانب عدم تساوي أوراق الاقتراع لجميع الأحزاب في مركز (العربي تبسي) بولاية تبسة. كما شهد مركز (عبد الرزاق حرطي) بولاية البليدة غياب أسماء بعض النّاخبين في القوائم، ما حرمهم من حقّهم في التصويت. وهي التجاوزات التي جعلت المرصد يدعو وزارة الداخلية وجميع أجهزة الدولة إلى منع أيّ حملة انتخابية بالقرب من مراكز الاقتراع أو داخلها حتى لا يتمّ التأثير على العملية الانتخابية لصالح أيّ مرشّح أو أيّ من الأحزاب. كما طالبت جميع التشكيلات السياسية والمرشّحين المستقلّين بضرورة الحفاظ على المنافسة النّزيهة والتعامل مع يوم الاقتراع بتقبّل الآخر وعدم اللّجوء إلى أيّ أمر يعرقل سير العملية الانتخابية. خبراء أجانب أشرفوا على غرفة التنسيق والعمليات شهدت غرفة العمليات والتنسيق التي احتضنتها قاعة المحاضرات بفندق الأبيار خلية عمل ل 25 متطوّعا من مختلف الجمعيات غير الحكومية العضوة في المرصد مهمّتهم الاتّصال بالملاحظين الموزّعين عبر مكاتب الاقتراع ونقل سيروة العملية من خلال الإجابة على 16 سؤالا يتعلّق بعملية الافتتاح و18 سؤالا متعلّق بعملية الفرز والتعليق، فيما خصّصت أرقام خاصّة للاتّصال بالملاحظين الذين يسجّلون الحوادث والانتهاكات. وقد أشرف على العملية مجموعة من الخبراء الأجانب، من بينهم الدكتور عامر بن عامر خبير عربي ورئيس أكبر تحالف مدني بالمنطقة العربية المسمّى (راصد) وممثّلين عن سفارات أجنبية من بينها سفارة الولايات المتّحدة الأمريكية والمعهد الديمقراطي الأمريكي لمراقبة الانتخابات، فضلا عن ممثّلين لجمعيات جزائرية غير حكومية. محمد خصاونت: "عملنا على نقل تجربة الأردن إلى الجزائر" أكّد الخبير العربي لملاحظة ومراقبة الانتخابات محمد خصاونت أوّل أمس خلال إشرافه على مركز العمليات لملاحظة الانتخابات المحلّية التابع لمرصد المجتمع المدني أنه يتواجد على التراب الجزائري منذ أزيد من شهر، وأنه جاء خصّيصا لنقل تجربة المجتمع المدني الأردني الرّائدة في ملاحظة الانتخابات، موضّحا أنه عمل منذ اليوم الأوّل على السهر على تدريب الملاحظين الذين فاق عددهم 1000 ملاحظ، وقد تمّ توزيعهم على مكاتب الاقتراع ب 18 ولاية، كما ساهم في تزويد المرصد بمختلف التقينات المعمول بها دوليا حتى تسهل عليهم مهمّة رصد جميع مكاتب الاقتراع المعنية. وفيما يخص تجربة الأردن أكّد الخبير خصاونت أنه في الأردن سنة 2007 بادرت جمعيات غير حكومية برصد الانتخابات ونقلت تقريرا مفصّلا إلى الملك وتعالت بعدها مباشرة الأصوات بضرورة إدماج المجتمع المدني في ملاحظة الانتخابات، ليقرّر القصر الملكي سنة 2007 منحهم تصريحا بالملاحظة يوم الانتخاب فقط قبل أن يصدر قانون في سنة 2012 متعلّق بالانتخابات يقرّ بإدماجهم كمراقبين وملاحظين. واعتبر محدّثنا أن مبادرة مرصد المجتمع المدني تعدّ الأولى من نوعها في الجزائر، وأنها انطلقت بناء على القانون الجزائري الذي يمنح الحقّ للمواطن بمراقبة الانتخابات في 03 مواد تحمل نصوصا صريحة تقرّ بذلك، وأن الهدف هو الاعتراف بهذه المبادرة بإعادة مراجعة القانون العضوي للانتخابات وإدماج المجتمع المدني لضمان أكثر شفافية ونزاهة لسيرورة العملية الانتخابية وإرساء مبدأ الديمقراطية.