أوصى إمام وخطيب المسجد النبوي بالمدينة المنورة، فضيلة الشيخ حسين آل الشيخ، المسلمين بتقوى الله جل وعلا، لأنها سبيل النجاح والفلاح في الدنيا وفي الآخرة. وقال فضيلته إن البشر على مستوى مجتمعاتهم وأفرادهم يمرون في هذه الدنيا بأحوال، منها حال البأساء والضراء وحال المحن والمتاعب والبلاء، حيث إن هذا هو حال هذه الدنيا الزائلة الفانية تتنوع فيها الهموم وتتلوَّن الغموم. مشيرا إلى أن مجتمعات المسلمين اليوم تعاني من مضائق لا نهاية لها وتقاسي آلاماً لا حدَّ لها، فواقعُهم يمر بمراحل خطيرة وأزمات متتابعة. وأوضح أن المتأمل لحال المسلمين هذه يجد عجبا من الغفلة عن المنهج القرآني الذي رسمه وخطه رسول الله صلى الله عليه وسلم للمسلمين منهجا واضحا عند نزول الكروب والشدائد الخطوب. مؤكدا أن المسلمين لا يمكن أن يجتازوا محنة أو أن يسلموا من مصيبة إلا من منطلق المبادئ القرآنية والأصول النبوية، فقضاياهم المتعقدة ومصائبهم المتعددة، لن يتم التخلص منها أو حلها بالتعلق بأية قوة بشرية مهما كانت بمنأى عن المنهج القرآني والتوجيه النبوي. وقال إن المسلمين أصحاب رسالة وذوو عقيدة متينة تقوم على الإخلاص بالتعلق بالخالق عز وجل القادر على كل شيء والتوكل على القاهر فوق عباده جل وعلا. وأضاف إمام وخطيب المسجد النبوي قائلا: إن الأصل الأصيل والركن الركين عند نزول المصائب ووقوع الكوارث أن يقطع المسلمون علائقهم إلا بالله سبحانه إخلاصا وصدقا ورغبا ورهبا وتضرعا ودعاء، فالأمة حكاما ومحكومين شعوبا وأفرادا، لا نجاة لهم في الضراء ولا مخلّص لهم من شقاء إلا حينما يتيقنون بأن المخلّص لا يمكن إلا من الخالق جل وعلا المدعو عند الشدائد المرجو عند النوازل. ونبه إلى أن المسلمين لن يستردوا أرضا محتلة ولن يتخلصوا من عدو متغلب إلا حينما تستقر في قلوبهم عقيدة راسية رسو الجبال، وهي عقيدة التوحيد التي جاء بها محمد صلى الله عليه وسلم، التي تتضمن أن الضر لا يكشفه إلا الخالق وأن البأس لا يدفعه إلا البارئ القادر، مستشهدا بقول الله سبحانه وتعالى (أَم مَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّإِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ). ودعا الشيخ حسين آل الشيخ، في الختام، إلى عدم الغفلة عن طوق النجاة وسبيل الفرج التي تكون بالإنابة إلى العزيز الغالب سبحانه وتعالى عند حدوث الحادثات، وبالتضرع إلى المولى جل وعلا عند نزول الملمات، وبالدعاء الصادق حيث أنه بالتوجه إلى الله جلا وعلا، تحصل السعة بعد الضيق والعافية بعد البلاء.