دعا إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف الشيخ علي بن عبد الرحمن الحذيفي في خطبة الجمعة المسلمين إلى الاقتداء بالصحابة والتابعين وسلوك مسلكهم في الطاعة والعبادة كونهم أفضل من قام بأعمال القلوب وطبقها بعد الأنبياء عليهم السلام, التزاما بفهم للغة العربية لغة القرآن الكريم, وما اشتبه عليهم كانوا يسألون عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال: إن عز الإنسان في عبادة الله وحده لا شريك له وسعادته في التذلل لربه جل وعلا بالطاعات مع المحبة الصادقة فذلك هو الفلاح في الدنيا والفوز في الآخرة, ومن قرن بين فعل أمر الله وترك ما نهى عنه فهو من السابقين الصالحين الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون قال تعالى: "والسابقون السابقون أولئك المقربون في جنات النعيم", والسابقون هم الذين قاموا بالفرائض والواجبات، وهجروا المحرمات والمكروهات واستكثروا من المستحبات, والمقتصدون هم دون هؤلاء، والظالم لنفسه هو من خلط عملا صالحا وآخر سيئا. وأضاف: أعظم العبادة بعد تحقيق الشهادتين هي الصلاة فقد جمع الله فيها أعمال القلب والجوارح, فمن وفاها حقها فقد فاز بأعلى الدرجات, ونهت عن الفحشاء والمحرمات قال تعالى: "إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر" وفي الحديث أن أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة الصلاة فإن قبلت قبل سائر عمله وإن ردت، ردت وسائر عمله. وقال: إن أعمال القلوب أفضل الأعمال عند الله سبحانه وتعالى وهي أساس أعمال الجوارح وهي تبع لها وقد تعبدنا الله تعالى بأعمال القلوب لتسلم قلوبنا مما يضاد أوامر الله تعالى ولتحفظ من دواعي الهوى والوقوع في المحرمات ولتتطهر نفوسنا وتتزكى أعمالنا, بالتوكل عليه والرغبة فيما عنده من الخير والرهبة منه, والخوف من عقوباته والرجاء في النجاة من عذابه, وكذلك بالإخلاص في القول والعمل, والاستقامة على هدي سيدنا رسول الله, وأمرنا بالصبر والإخبات لله تعالى وسلامة الصدر من المكر والخداع والحسد, وتعبدنا بحب الله ورسوله. وأضاف: إن الله منَّ عليكم في رمضان بطاعة الرحمن فلا تبدلوها بطاعة الشيطان قال تعالى "يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ولا تبطلوا أعمالكم", واعلموا أن الشياطين كانت في رمضان مقيدة بالسلاسل, ويريد الشيطان أن يأخذ من المسلمين بثأره فيأتي المسلمَ من كل طريق فردوه خائبا مدحورا لئلا يفسد الأعمال فيجعلها هباءً منثورا, واعلموا أن خير أحوال المسلم أن يتبع الحسنات تائبا لله قال صلى الله عليه وسلم: "اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن".