عادة ما يقترن فصل الشتاء بانتشار أمراض شتوية على غرار الزكام والسعال والتهابات الأنف والحنجرة واللوزتين، لذلك يذهب الكل إلى مقاومة تلك الأمراض عن طريق اللبس المضاعف إلى جانب الاستعانة ببعض الأعشاب البرية التي عرفت منذ وقت طويل بإزالتها أو دفعها لتلك الأمراض على غرار التيزانة، الزعتر، الكاليتوس، إلى غيرها من الأعشاب الأخرى فهي قائمة واسعة لا يسعنا المقام لذكرها كلية. نصبت طاولات عرض مختلف الأعشاب وراح الباعة يوفرونها بالأسواق الشعبية وعرفت إقبالا كبيرا، بحيث بات الكل يتلهف إلى الاستطباب الطبيعي عن طريق الأعشاب بدل الأدوية الكيماوية التي تنفع لعارض وتؤثر على جوانب أخرى كالمعدة مثلا، على خلاف الأعشاب التي تكثر منافعها خاصة تلك المعروفة كالتيزانة والشيح والكاليتوس، وقد ظهرت بعض الأعشاب الأخرى إلا أن الكثيرين يفتقدون ثقتهم فيها خاصة وأن منها البرية السامة التي تؤدي إلى تفاقم الوضع بدل البحث عن الاستطباب ونفع الصحة. بحيث شاع عن جداتنا استعمالهن الواسع لعشبة التيزانة التي تحمل العديد من المنافع وبها تصح الأبدان، خاصة وأنها تشفي أعراض الزكام الفتاكة بالصحة إلى جانب السعال، كما أنها تصفي المعدة دون أن ننسى الشيح الملائم جدا لحالات التخمة إلى جانب الزعتر الذي يعرف هو الآخر بفوائده الجمة، حتى أن الأطباء ينصحون أحيانا بشربه لعلاج بعض الأمراض كالذبحة الصدرية والتهاب البلعوم. وقد انتشرت طاولات عرض تلك الأعشاب مع تفاقم حالات الزكام الذي مس فئات واسعة من المواطنين بالنظر للتذبذب الجوي الحاصل، وعرضت أنواعا من الأعشاب المطلوبة في هذه الآونة بالذات على رأسها التيزانة كعشبة ذاع صيتها في مجتمعنا ويعرفها العام والخاص وتوفرت حتى بالصيدليات بالنظر إلى منافعها التي لا تعد ولا تحصى دون أن ننسى المقاهي التي صارت توفرها كمشروب جاهز بالنظر إلى الطلب عليها كونها تقضي على مرض الزكام وتهدئ الأعصاب والتوتر وتطرد الغازات وتخفف من الضغوط النفسية. بسوق بومعطي بالعاصمة شاهدنا تلك الأكياس الكبيرة التي تحوي مختلف الأعشاب التي يطلبها الزبائن خاصة التيزانة وراح البائع يصنفها في أكياس ويعرضها على الزبائن بسعر 15 دينارا، فيما توفرت الأكياس الكبيرة بسعر 30 دينارا وكان الإقبال عليها كبيرا من طرف المواطنين الذين اقتربنا منهم لرصد سر إقبالهم الكبير على تلك العشبة بالذات دون غيرها، فأجمعوا على أنها العشبة التي تعودوا على استهلاكها دون مخاطر تذكر، بل بالعكس عدّدوا منافعها منهم إحدى السيدات التي قالت إن مشروبهم اليومي الساخن في فصل الشتاء هو مشروب التيزانة يتزود به أفراد أسرتها قبل النوم لمقاومة البرد وتفادي الإصابة بالزكام كمرض شتوي منتشر بكثرة في فصل الشتاء، وهم بالتجربة يسلمون في كل مرة من حمل تلك الأمراض التي تلحق بأغلبية الناس، كما ذكرت أنها وإلى جانب التيزانة تستعين بأوراق نبتة الكاليتوس وتقوم بتبخيرها في البيت لطرد فيروس الزكام برمته وهو الفيروس المحتمل اقتحامه لأي بيت عن طريق العدوى. وبذلك تبقى بعض الأعشاب المتداولة الطريقة المثلى لدى البعض لطرد بعض الأمراض الشتوية، ورأوا أن نتائجها أحسن من نتائج الأدوية المليئة بالمواد الكيماوية التي تشفي علة وتنتج العديد من العلل الأخرى كتأثيرات جانبية للعديد من المضادات الحيوية.