لا غرابة في تسابق النساء والرجال الى المساجد بغية أداء صلاة التراويح والاستماع الى القرآن لكن الغريب في الأمر أن تؤخذ المساجد كعذر للخروج من البيت ليلا لمقابلة الصديقات والترويح على النفس أو جعله محطة لدى البعض الأخر للانطلاق إلى وجهة ثانية. فلا تكاد تقصد مسجد من مساجد ولاية بومرداس اليوم والا تنبهر بالأعداد الهائلة للمصليات اللواتي يسارعن لأداء صلاة العشاء وصلاة التراويح التي تزينها سور القرآن الكريم الذي تفطر له القلوب وتخشع له النفوس الطيبة الا أن هذا التناغم سرعان ما يزول فور صعود الامام وبدايته للتلاوة، فنجد العديد من النساء والفتيات يتعمدن تبادل أطراف الحديث فتجدهن يغتبن هذه ويضحكن على تلك، وعجائز يتحدثن عن جبروت زوجات أبنائهن وأخريات يشتكين شح أزواجهن ويغتبن حمواتهن وهكذا.. مما يثير الفوضى ويجعل الإمام يتدخل لأكثر من مرة لزجرهن وأمرهن بالسكوت. ظاهرة أخرى تمثلت في اصطحاب البعض من النساء المربيات لأبنائهن معهن للمساجد وتركهن يمرحون ويتنقلون عبر الصفوف محدثين بهذا فوضى وشوشرة كبيرة على المصليات، وفي كثير من الأحيان تنتاب هؤلاء الصغار نوبات بكاء ويتجمع هؤلاء الأطفال في أخر المسجد وفي مختلف الزوايا مثيرين فوضى أثناء الصلاة جراء اللعب والضحك والبكاء وصراخ الرضع منهم.. ويقوم الأطفال أثناء سجود المصليات بدغدغتهن على أرجلهن والضحك والهروب وهو ما يزعج النساء ويبعدهن عن الخشوع في الصلاة، حيث وأثناء قراءته لأحد السور بكى الإمام من شدة الخشوع والتأثر بكلام الله عز وجل، الأمر الذي أدهش الأطفال وأدى بهم إلى إطلاق قهقهات عالية من الضحك. فوضى من نوع أخر تعرفها مساجد بومرداس فإلى جانب الصراخ والبكاء الذي يحدثه الأطفال يقوم هؤلاء باللعب بالماء وأحذية المصليات والتراشق بها وبعثرتها في مختلف أرجاء المسجد الأمر الذي تشتكي منه المصليات اللواتي يدعين أمهات الأطفال الى عدم جلبهم وهو ما يؤدي الى شجار ومشادات كلامية بين الطرفين حيث وصلت الأمور الى أن تكفلت احدى النساء بمهمة الحراسة والوقوف عند باب المسجد لمنع الصغار العابثين من الدخول اليه. من جهتها تشبه "خالتي فاطمة" احدى المترددات على المساجد لأداء صلاة التراويح: ما يحدث بداخل المسجد شبيه بأجواء "السوق" جراء صراخ ولعب الأطفال وحتى الأمهات اللواتي لا يحترمن قدسية المكان ولا حتى كلام الله. وهو الأمر الذي وقفنا عليه بمجموعة من مساجد ولاية بومرداس التي ورغم إلحاح الأئمة في خطبهم ودعوة النساء الى عدم اصطحاب الأطفال الى بيوت الله الا أنه وعلى ما يبدو لا حياة لمن تنادي، فالفوضى متواصلة والمهزلة قائمة بأطهر البيوت على وجه الأرض، كما سجل الهاتف الخلوي حضوره القوي داخل بعض بيوت الله بعد أن بات موضة تستظهرها بعض الأوانس والسيدات بين رفيقاتها فكثيرا ما يرن الهاتف أثناء الصلاة.