أطلقت الجامعة الإسلامية العالمية في ماليزيا مركزا دوليا جديدا للتقارب بين الأديان، وذلك في إطار فعالياتها لدعم المبادرات الدولية والعربية والإسلامية لإقامة حوار ديني حضاري بين أتباع الأديان المختلفة والعمل على إيجاد مبادئ للتعايش بينهم وتحقيق السلام العالمي. وشارك في حفل إطلاق (المركز الدولي لتحالف الحضارات) وزير الخارجية الماليزي حنيفة أمان إلى جانب ممثل قطر في الأممالمتحدة السفير ناصر عبد العزيز النصر الممثل الأعلى لتحالف الحضارات التابع للأمم المتحدة إضافة لرئيس الجامعة الإسلامية وعميدتها. وتضمن حفل التدشين جلسة رئيسة ألقيت فيها كلمات للمشاركين تمحورت حول الغاية من إطلاق المركز وفكرة تأسيسه، فيما عقدت جلسة حوارية للمنتدى العالمي التابع للجامعة الإسلامية العالمية، تحدث فيها السفير ناصر النصر عن ضرورة تبادل الخبرات بين المراكز المعنية لتطوير الوعي حول الحوار بين الحضارات. كما تحدَّث الناصر حول أثر تحالف الحضارات التابع للأمم المتحدة في العلاقات الدولية، وأجاب على أسئلة ومداخلات المشاركين في الجلسة التي أدارها المفكر الماليزي تشاندرا مظفر. فكرة التأسيس وتأتي فكرة تأسيس المركز استكمالا للمبادرات والمساعي الدولية والدعوات التي أطلقها عددٌ من الزعماء من على منصة الأممالمتحدة بدءا من العام 2004 حين أطلق خوسي ثاباتيرو رئيس الحكومة الإسبانية آنذاك دعوة لإنشاء (تحالف الحضارات)، وذلك في الدورة 59 للجمعية العامة للأمم المتحدة. وفي جوان 2005 انضم إليه رئيسُ الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، ما دفع الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان آنذاك لإطلاق (تحالف الأممالمتحدة للحضارات)، تبع ذلك تعيين أول ممثل سام لتحالف الحضارات عام 2007 وهو خورجي سامبايو رئيس البرتغال السابق، ثم عين بان كي مون في سبتمبر الماضي سفير قطر لدى الأممالمتحدة ناصر عبد العزيز الناصر خلفاً لسامبايو. وفي كلمته بحفل التدشين قال رئيس الجامعة الإسلامية العالمية محمد صديق حسن إن الجامعة تنضم إلى الأمين العام في آماله الكبيرة المتعلقة بمستقبل الإنسانية، وهي تعتقد بقوة القيم الحضارية المشتركة، مثل الكرامة الإنسانية والشعور بالمسؤولية والعدالة والمساواة العرقية والتعاون المتبادل والشفافية التي هي السمات البارزة في الإسلام. ضرورة للأمة بدورها، قالت عميدة الجامعة الإسلامية العالمية الدكتورة زليخة قمر الدين إن إطلاق المركز يأتي رد فعل لعدد من الخلافات التي تطفو في المجتمع الماليزي والدولي على حد سواء فيما يتعلق بالمسائل المتصلة بالإسلام والأمة. وأضافت (هذه الجهود هادئة ولكنها ضرورية لحاضر الأمة ومستقبلها، خصوصا أنها تأتي وسط صمت إزاء من يثيرون الخلافات والانقسامات بين الأمة ويثبِّطون الهمم، وينشرون الوهن وخيبة الأمل بين الشباب اتجاه دينهم العظيم). واتفق الدكتور عبد الله الإحسان نائب عميد المعهد الدولي للفكر الإسلامي والحضارة التابع للجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا مع الدكتورة زليخة حول أهداف إنشاء المركز، مشيرا إلى أنه (يأتي للمساهمة في تخفيف التوتر بين أتباع الديانات والأعراق المختلفة في ماليزيا، حيث يقدِّم أطروحاته من وجهة نظر إسلامية، وسيشكل دعما للجنة الأديان التي شُكلت سابقا). واعتبر الإحسان في حديث للجزيرة نت أن إطلاق مثل هذه المراكز والمعاهد التي تدعو للتعايش سيكون له تأثير في بناء علاقات أفضل مع الآخر (شرط أن تتوفر المقومات الصحيحة لمواجهة من يخططون للإفساد بين الناس وبث الفتن بين أتباع الديانات المختلفة). كانت الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا قد نظمت المؤتمر الأول للحركة العالمية للمعتدلين مطلع العام الجاري تحت شعار (نحو سلام عادل ودائم)، وأطلق مركز لدراسات الوسطية على هامشه، كما شكلت في أكتوبر الماضي منتدى عالميا للحوار بين الحضارات انطلاقا من مبادرة الملك عبد الله بن عبد العزيز لحوار الحضارات.