أكد أساتذة، باحثون وأكاديميون أن الهدف من الحوار بين الحضارات والأديان هو تحقيق حضارة عالمية جديدة، مثلما أجمعوا على أن الغرب كان مجحفا في حق الحضارة الإسلامية لما قدمته للحضارة الغربية في مختلف المجالات والميادين. نظم مركز الدراسات الاستراتيجية والبحوث الاستشرافية لحزب جبهة التحرير الوطني أمس الأول ورشة حول »حوار الحضارات وتعايش الأديان« بحضور شخصيات سياسية ودينية، سفراء وأكاديميين، حيث تباينت الرؤى والأفكار بخصوص هذا الموضوع والجدل الذي يديره الغرب حول صراع أو حوار الحضارات. وقد نشط الندوة مجموعة من الجامعيين منهم المفكر بن شيخ غالب الذي ركز في مداخلته على أن الحوار ينبغي أن يجري بين من يؤمنون به، معتبرا أن الحضارات امتداد لبعضها البعض شأنها شأن الحضارة الإسلامية وإثرائها للحضارة الغربية، كما دعم فكرته الأستاذ كردوسي بشير من جامعة الأمير عبد القادر بقسنطينة والذي أشار إلى أن الغرب كان مجحفا في حق الحضارة الإسلامية وما قدمته للحضارة الغربية في مختلف المجالات والميادين، حيث أكد أن الغربيين يرون أن حضارتهم هي امتداد للحضارة الإغريقية الرومانية وللديانتين اليهودية المسيحية متناسين فضل المسلمين في ازدهار حضارتهم. وفي ذات السياق، أكد الأستاذ محمد أمين بلغيث الذي شدد على ضرورة التركيز في موضوع حوار الحضارت على المسائل المتعلقة بالتعايش والمصالح المشتركة ، وأضاف بلغيث مؤكدا أن حوار الحضارات قضية خطيرة تبناها العالم الإسلامي وتبنتها شخصية مشهورة ما بعد 2001 وهو رئيس إيران السابق محمد خاتمي الذي تحدث عن كيفية استئناف حوار الحضارات لكن قبل ذلك وفي سنة 2001 طرحت الأممالمتحدة ما يسمى سنة حوار الحضارات وتبنت كل الجامعات الأوربية والعربية إيجاد كرسي لحوار الحضارات والتسامح الديني بعد أحداث سبتمبر . ومن جهته، أوضح وزير التعليم العالي والبحث العلمي الأسبق الدكتور مصطفى شريف أن الحضارة الإسلامية هي الأولى التي حققت مجتمعا يحترم التعددية الدينية والثقافية، مؤكدا وجود فجوة كبيرة بين النظري والتطبيقي، حيث شدد على ضرورة التمييز بين المواقف الذاتية والشخصية وأن الإنسانية هي الآن في أزمة سياسية ومعنوية واقتصادية وأن الحل ليس من جانب واحد، مثلما أشار إلى أنه في الوقت الراهن ليس هناك حضارة وأن الثقافات أصبحت فلكورا، أما مدير الأرشيف الوطني عبد المجيد شيخي، فيرى أن الحضارة واحدة ولدت أنماط حياة وتفكير. ومن جهته، أوضح رئيس الكنيسة الكاثوليكية في الجزائر غالب بدر أن الاختلاف جزء من هذا العالم وهو يجسد إرادة الله ويجب أن نقبل بعضنا البعض.