تشهد مختلف بلديات ولاية المسيلة هذه الأيّام حالة من الغليان السياسي الداخلي بسبب تسارع وتيرة أحداث تشكيل المجالس البلدية، والتي لم تفرز أغلبية مطلقة في مختلف البلديات، فاتحة الباب أمام (تحالفات) مبنية في الأساس على المصلحة وليست خاضعة لأيّ اعتبارات خارجية أخرى، ما جعل أحزابا تكتسب وأخرى تتلقّى هزيمة نكراء، وقد حدّدت الداخلية الجمعة القادمة كآخر أجل لترسيم وتشكيل المجالس البلدية عبر أنحاء القطر الوطني. تدخّل عضو اللّجنة المركزية محمد عليوي حسم الموضوع ولائيا في إيجاد أرضية توافق بين أبناء الحزب العتيد حول هوية من ستؤول إليه رئاسة المجلس الولائي، والمتصارع فيها متصدّر القائمة السعيد بليل، والعضو الآخر جمال سهيلي رغم أن تعليمات القيادة المركزية للأفلان تنص على أن متصدّر القائمة هو من تؤول إليه الرئاسة، إلاّ أن حساسية الموقف دفعت عليوي إلى ضرورة الاحتكام إلى الصندوق من أجل فض هذا الإشكال، وهو ما قبله الطرفان وحسم الأمر جمال سهيلي. وفي سياق التحالفات فقد رسم الأفلان تحالفه مع الأرندي صاحب ال 7 مقاعد وجبهة المستقبل ب 6 مقاعد، وهو ما يعني فوزه برئاسة المجلس الشعبي الولائي بأغلبية مطلقة بعدما راجت أخبار حول تحالف الأفلان والفجر الجديد. وبهذا الاتّفاق يعبّد الأفلان الطريق أمامه للظفر بمقعد مجلس الأمّة الذي يتنافس عليه حسب بعض المصادر السعيد بليل وتلّي ماضي عضوا المجلس الولائي حاليا. وتشير مصادرنا الخاصّة إلى ترشّح أربعة منتخبين لرئاسة المجلس الشعبي الولائي بالمسيلة، حيث ستشرف غدا صباحا السلطات المحلّية على تنصيب المجلس بعد إجراء الانتخابات الداخلية، حيث ترشّح كلّ من عبد الرشيد الهلالي كمرشّح للأرندي، جمال سهبلي مرشّح حزب الأفلان، عبد اللّه بو طبيق مرشّح حزب الفجر وعمّار جريوي مرشّح التكتّل الأخضر، علما بأنه سيتمّ تنصيب المجلس الشعبي البلدي لبلدية المسيلة غدا زوالا. أحداث الانتخابات المتسارعة انعكست على المواطن، ففي بلدية حمّام الضلعة اعتصم العشرات أمام مقرّ البلدية مندّدين بالتماطل الحاصل في تشكيل المجلس البلدي، وهذا بعد الخلاف الذي نشبّ بين القائمة الفائزة وهي تكتّل الجزائر الخضراء ب 8 مقاعد بقيادة المير الحالي، والتحالف الذي أعلن بين الأرندي الذي حصل على 7 مقاعد والفجر الجديد الذي تحصّل على 4 مقاعد، وهو ما سمح بقلب الطاولة على تكتّل الجزائر الخضراء في انتظار عقد أولى المداولات هذا الأسبوع. وفي بلدية بوسعادة دفع الأفلان ثمّن تماطله في إبرام تحالفات مع الكتل الأخرى، حيث خسر مقعد رئاسة البلدية الذي عاد إلى التكتّل بعد تحالفه مع حزبي العمّال والفجر الجديد وتمّ توثيق هذا التحالف بوثيقة تثبته وتضمن عدم خروج أيّ حزب عن هذا النص. وفي بلدية عين الخضراء مني تكتّل الجزائر الخضراء وحركة حمس بالخصوص بهزيمة نكراء بعد تحالف الأفلان والفجر الجديد، أفضى إلى فوز الفجر الجديد برئاسة البلدية، وبهذا الانتصار السياسي تكون حمس قد خسرت إحدى أقوى أذرعها ووعاء انتخابيل مهمّا كان دائما يرجّح كفّة الحركة داخليا. وفي بلدية برهوم حسم الأفلان الصراع عبر الصندوق من خلال تحقيقه لأغلبية المقاعد وإزاحة التكتّل من رئاسة البلدية، والتي دامت أكثر من 10 سنوات. هذا، وقد حدّدت الداخلية يوم الجمعة القادم كآخر أجل لتشكيل جميع المجلس البلدية عبر التراب الوطني.