حذر باحثون من سلبيات عدم مرافقة الأسرة لأبنائها لدى استخدامهم شبكات التواصل الاجتماعي وذلك خلال ملتقى دولي حول (شبكات التواصل الاجتماعي والتغير الاجتماعي) نظمته جامعة (محمد خيضر) ببسكرة. ويعتبر التفريط من جانب العائلة باعتبارها مؤسسة اجتماعية قائمة بذاتها في فرض الرقابة على الطفل لدى دخوله إلى شبكات التواصل الاجتماعي، وفي مقدمتها الفايسبوك، بمثابة (الثغرة) التي يمكن أن تؤدي به إلى ربط علاقات (سلبية) مع الآخرين وحتى اعتناق أفكار خاطئة تلحق الأذى به جسديا ونفسيا وتكون ذات عواقب وخيمة على المحيط الاجتماعي لاحقا حسب ما ذهب إليه في هذا السياق الدكتور الطاهر الإبراهيمي من جامعة بسكرة. وأضاف المحاضر أن ملازمة الشاب على مدار ساعات طويلة الحاسوب وانغماسه في شبكات التواصل الاجتماعي دون تسقيف لذلك يقود حتما إلى (تقليص التفاعل الأسري) وبالتالي حصول برودة في العلاقة بين أفراد الأسرة وعدم تقاسم الاهتمامات التي يفترض أنها مشتركة على مستوى الأسرة الواحدة. وبقدر ما مكنت تكنولوجيات الإعلام والاتصال وفقا لنفس المتحدث من تيسير التواصل الاجتماعي بين الأفراد في عالم افتراضي لكن في مقابل ذلك تسببت في تعطيل اللحمة الاجتماعية في العالم الواقعي وحتى حصول انسلاخ ثقافي لدى بعض الأشخاص واندماجهم دون وعي في ثقافات مجتمعات أخرى. وبالرغم من ذلك فإن خدمة شبكات التواصل الاجتماعي لا يمكن بأي حال إنكار أنها ذات منافع من ذلك إمكانية نسج علاقات صداقة بين كثير من المشتركين وتبادل الأفكار على نطاق واسع بين مرتادي الشبكات وربط اتصال دائم بالأهل والأقارب من أي نقطة في الكرة الأرضية حسب ما أبرزته من جهتها الدكتورة راضية بوزيان من جامعة الطارف. وعلى النقيض من ذلك فإن شبكات التواصل الاجتماعي مثلما سجلت ذات المحاضرة (ليست في منأى) عن إفراز جملة من المخاطر المستترة على غرار إهدار كثير من الوقت في التسلية والترفيه وحتى الاطلاع على الأساليب الحديثة للجريمة والأعمال الإرهابية دون إيلاء الوقت الكافي للتحصيل العلمي والمعرفي. وبدورها لفتت الدكتورة رحيمة الطيب عيساني من جامعة الشارقة (الإمارات العربية المتحدة) الانتباه إلى أن انتشار الإنترنت عبر بلدان العالم كان بصفة (مذهلة) مقارنة بالوسائل الأخرى على غرار التلفاز مفسرة ذلك بنوعية الخدمات المتعددة التي يتيحها فضاء الإنترنت بما في ذلك شبكات التواصل الاجتماعي للجمهور. وتمثل المتابعة اليقظة من طرف الأسرة للطفل لدى استخدامه للأنترنت والسعي الدائم لحمايته من مختلف أشكال الدعاية المضللة التي تطفو عبر شبكات التواصل الاجتماعي الوسيلة المثلى لتأمين بناء شخصية سليمة لهذا الفرد وتحصين المجتمع في النهاية وفقا لخلاصة بحث أكاديمي قدمته الدكتورة وسيلة بن عامر وأحمد فريجة من جامعة بسكرة.