تعرف ظاهرة اللجوء إلى القرض انتشارا واسعا في أوساط عدد كبير جدا من العائلات الجزائرية ذات الدخل الضعيف وحتى المتوسط منه بهدف مواجهة المصاريف خاصة مع نهاية شهر رمضان الصعبة ماليا. وقد أضحى تغطية النفقات في كل نهاية شهر تحديا حقيقيا بالنسبة للعديد من العائلات بسبب الأسعار المرتفعة وضعف قدرتها الشرائية. وباتت هذه الوضعية أكثر صعوبة خلال شهر رمضان الكريم الذي يتميز بالإنفاق المتزايد واللامحدود مع توقع ارتفاع الفاتورة بمناسبة عيد الفطر والدخول المدرسي. وفي هذا الصدد يقول بعض المواطنين: "ليس لدي خيار سوى أن أطلب من بقال الحي أن يبيع لي ما احتاجه من مواد عن طريق القرض فأجرتي كموظف لا تسمح بالتكفل بكل متطلباتي الشهرية" معترفا أنه أصبح مرغما على اللجوء لهذه الطريقة التي يصفها بالمهينة. وأشار عمار أنه يجتنب قدر الإمكان لقاء صاحب المحل قائلا "لا أراه سوى مع نهاية الشهر حينما أقوم بتسديد الفاتورة وفي غالب الأحيان يقوم أبنائي بشراء المواد اللازمة في شكل قرض حتى أتجنب سماع بعض الكلمات غير اللائقة من طرف التاجر". ويعد قبول التاجر لفتح دفتر مخصص للقروض بمثابتة امتياز للزبون الذي لا يتعين عليه فقط أن يكون ذو مصداقية وله الامكانيات لتسديد دينه بل أن يكون زبون وفيا أيضا.