أبدى سكان حي (بن مهني) ببلدية فوكة بولاية تيبازة استياءهم الشديد جراء تراكم العديد من المشاكل التي حوّلت حياتهم الى جحيم منذ سنوات طوال، والتي تتصدرها غياب بعض المرافق الضرورية مع تأخير تسوية عقود الملكية للكثير من العائلات، ناهيك عن الفوضى العمرانية وعجز السكان عن مواجهة تبعات ذلك التسيّب الذي يتطلب تدخلا رسميا لإحداث التوازن بمحيط الحي وتفعيل مشاريع ملموسة لتنظيمه. جدد مؤخرا سكان حي (بن هني) بفوكة معاناتهم الكبيرة، وفي كل المجالات وذلك في ظل عدم اهتمام السلطات المحلية بانشغالاتهم اليومية على الرغم من اعتباره أحد أكبر التجمعات السكانية بمدينة فوكة أمام غياب مشاريع التهيئة والتحسين الحضري وانعدام تهيئة الأزقة وغيرها من المرافق الضرورية التي يفتقدها هذا الحي المنسي على حد تعبير سكانه، وفي مطلع المشاكل التي تواجه العائلات القاطنة فيه منذ سنوات طويلة، هناك الإنقطاع اليومي للتزويد بالماء والكهرباء، والتي تعد الغالبة في مشاكلهم، هذا بالإضافة إلى غياب التهيئة والتحسين الحضري خاصة على مستوى المسالك والأزقة المؤدية إلى جميع المداخل نحو المجمع السكني الغارق في أزمة متعددة الأوجه، رغم تكرّر النداءات الكتابية منها والشفوية إلى السلطات المحلية، وكذا مسؤولي الدائرة بالإلتفاتة إلى عمق المعاناة التي يتجرعها الآلاف من قاطني الحي، بحيث يتعذر لأي كان أو حتى قاطنية التحرك بالسيارات، وهذا نتيجة الإختلال المتواصل لشبكة الطرقات التي لا تزال عبارة عن أودية تزيد الفيضانات من عمقها، وما نتج عن هذه الوضعية المزرية هو حرمان قاطني الحي من وسائل النقل لتكفل لهم الوصول إلى وسط المدينة في أمان وهو ما يدفع ثمنه الحوامل وجميع الفئات العاجزة والمرضى، في الوقت الذي يرفض فيه معظم سائقي سيارات الأجرة الشرعية وغير الشرعية بالتوجه نحو عمق الحي خوفا من الأضرار التي قد تلحق بمركباتهم، في حين بقيت جميع الطرقات في وضعية كارثية منذ موسم الشتاء الفارط، كما أصبحت مليئة بالخنادق والحفر، بما لا يدع مجالا لسير السيارات، وهو الأمر الذي انعكس سلبا على توفير الأمن، بحيث لم تتمكن سيارات المصالح الأمنية والرسمية التحرك قصد تطويق بعض مظاهر الجريمة والإنحراف في عمق الحي، وكما اشتكى سكان حي (بن هني) كذلك من انعدام الإنارة العمومية وهو ما أدى إلى استفحال السرقة وتجمهر بعض المنحرفين في زوايا الحي لتبادل المخدرات وترويجها ولم يعد بذلك السكان يتجرأون على الخروج منفردين نحو وسط المدينة طلبا لدواء أو تسوية حاجيات مستعجلة بسبب تنامي الإعتداءات ولاسيما المتمدرسات والطالبات اللواتي يسلكن الطريق بمفردهن، وحسب شهادات السكان أن أرجاء الحي تتحول إلى مكان غير مرغوب فيه بسبب انتشار الشعور باليأس نتيجة كثرة المتاعب المذكورة، ويضاف إلى سجل معاناتهم مشكل التغطية لصعوبة وقلة التكفل الطبي بالمرضى الذين يتطلب نقلهم إلى العيادات الواقعة بالمدن المجاورة، مثل القليعة و وسط المدينة جهدا كبيرا في الوقت الذي يواجه فيه المرضى أوجاعا كبيرة نتيجة استحالة وصول سيارات الإسعاف إلى منازلهم وحتى السيارات الفردية إلى الحي بشكل يدفع السكان إلى الإستعانة ببعض سيارات الأجرة غير الشرعية لأجل نقلهم الى المراكز الاستشفائية، هذا في ظل غياب مرفق علاجي بالمجمع السكني المسمى ب (حي بن هني). وفي سياق متصل، وأمام تراكم كل هذه المشاكل اعتبر سكان الحي أنفسهم مهمّشين على أساس عدم اتخاذ المنتخبين المحليين أي انشغال محل الإهتمام، ولقد خلص هؤلاء إلى مناشدة المسؤولين الجدد بإعادة النظر في المشاكل التي يتخبطون فيها وإيجاد حل عاجل لها.