قالت الشرطة الأفغانية والقوات التي يقودها حلف شمال الأطلسي في أفغانستان إن شرطية أفغانية قتلت بالرصاص أمس الاثنين فردا في القوات الأمريكية في مجمع قائد الشرطة في العاصمة كابول في هجوم آخر (من الداخل) سيثير ولا شك أسئلة مقلقة بشأن مسار حرب لا تحظى بالشعبية. وهذه هي أول مرة فيما يبدو تطلق فيها شرطية أفغانية النار على فرد من قوات التحالف الغربي التي تدعم قوات الجيش والشرطة الأفغانية وتدربها. وقال متحدث باسم قوة المعاونة الأمنية الدولية (إيساف) التي يقودها حلف شمال الأطلسي (قتل مستشار للشرطة الأمريكية في هجوم ارتكبته شرطية أفغانية). ووصف محمد ظاهر رئيس إدارة التحقيقات الجنائية في الشرطة الحادث بأنه (هجوم من الداخل) وهو تعبير يستخدم عندما يفتح فرد من القوات الأفغانية النار على جندي أو أكثر من القوات الغربية. وبعد أكثر من عشر سنوات من الصراع أصبح المتشددون قادرين على شن هجمات على أهداف غربية في وسط العاصمة ويساور قوات أجنبية القلق من أن أعضاء من قوات الشرطة والجيش الأفغانية التي من المفترض أن تتعاون معها يمكن أن تنقلب عليها فجأة. وقال مسؤول رفيع بالشرطة في تصريح لوكالة رويترز إن الشرطية اقتربت من المستشار الأمريكي بينما كان يسير في مجمع قائد الشرطة الذي يخضع لحراسة مشددة في منطقة مزدحمة من العاصمة. بعد ذلك أخرجت مسدسا وأطلقت عليه الرصاص مرة واحدة. ويقع مجمع الشرطة قرب وزارة الداخلية حيث قتل بالرصاص ضابطان أمريكيان في فيفري شباط من مسافة قريبة عندما كان الغضب يسود البلاد بسبب إحراق مصاحف في قاعدة تابعة لحلف الأطلسي. وقال المسؤول عن الشرطية التي تعمل في إدارة بوزارة الداخلية مسؤولة عن التوعية بقضايا المرأة (تخضع للتحقيق الآن. إنها تبكي وتقول.. ما الذي فعلته). وتقوض مثل هذه الحوادث الثقة بين قوات التحالف والقوات الأفغانية التي تتعرض لضغوط متزايدة لاحتواء تمرد طالبان قبل انسحاب أغلب القوات القتالية التابعة لحلف شمال الأطلسي بحلول نهاية عام 2014. وسيجري تسليم المسؤوليات الأمنية في بلد يعاني من صراعات منذ عشرات السنين إلى قوات الأمن الأفغانية. ويخشى الكثير من الأفغان من قيام حرب أهلية مثل تلك التي قامت بين قادة الفصائل بعد انسحاب القوات السوفيتية عام 1989 أو أن تحاول حركة طالبان مرة أخرى الاستيلاء على السلطة في حالة رفض عملية السلام الناشئة. وقتل على الأقل 52 فردا في قوة المعاونة الأمنية الدولية (إيساف) هذا العام بأيدي أفغان يرتدون زي الشرطة أو الجيش. وتتسبب هذه النوعية من الهجمات في مقتل فرد من كل خمسة قتلى تتكبدهم قوات التحالف في أفغانستان كما تمثل 16 في المئة من كل القتلى الأمريكيين من القوات القتالية طبقا لبيانات عام 2012. وعلى أمل وقف الارتفاع المقلق في الهجمات أعطى مسؤولو وزارة الدفاع الأفغانية قواتهم نصائح تخص الثقافة الأجنبية مثل عدم الشعور بأي إهانة إذا سأل جندي أمريكي آخر أفغانيا على صحة زوجته. ويتهم حلف الأطلسي طالبان بارتكاب ربع هذه الهجمات ويقول إن سبب العدد المتبقي من القتلى هو مظالم شخصية وسوء فهم. وفي العام الماضي سقط 35 قتيلا في مثل هذه الحوادث.