حذّر المبعوث الدولي إلى سوريا الدبلوماسي الجزائري المخضرم لخضر الإبراهيمي، أمس السبت، بعد وصوله إلى موسكو ولقائه بوزير الخارجية الرّوسي سيرغي لافروف من تدويل الأزمة وتحوّل سوريا إلى صومال جديد، مؤكّدا أن الأمر ستكون له عواقب وخيمة على المنطقة بأكملها، مضيفا أن ايجاد حلّ للأزمة السورية في الوقت الحالي أمر شديد الصعوبة. كرّر الإبراهيمي تمسّكه بالحلّ على أساس اتّفاق جنيف الذي أرساه كوفي عنان، مشدّدا على أن تلك المبادرة ما تزال قائمة ويمكن تعديل بند أو أكثر فيها، إلاّ أنها تبقى المبادرة الأنجع حتى الآن، واصفا هذا الاتّفاق بالرّائع، وكشف أنه قدّم حزمة شاملة للحلّ في سوريا، مشدّدا على ضرورة البدء بوقف العنف وإجراء انتخابات نزيهة كخطوة بعدها، كما لفت إلى وجوب البدء بإرسال مراقبين دوليين. وأضاف الإبراهيمي أن النّزاع في دمشق قد يتسبّب في هيستريا بين أكثر من خمسة ملايين نسمة تعيش بهذه المدينة وقد يغادرها مليون شخص بسبب ذلك، وكرّر أن هناك طريقين لا ثالث لهما لتسوية الأزمة في سورية، إمّا طريق الحلّ السياسي أو طريق التدويل الذي ستكون له عواقب وخيمة على المنطقة بأثرها. كما اتّفق الإبراهيمي مع لافروف على أن النّزاع الدائر في سورية لا يزداد عسكرة فحسب، بل بدأ يأخذ طابعا طائفيا شديد الخطورة، محذّرا من أن تتحوّل سوريا إلى صومال جديد. من جهته، أعرب وزير الخارجية الرّوسي سيرغي لافروف عن مفاجأته من موقف رئيس الائتلاف السوري معاذ الخطيب، معتبرا أنه نابع من عدم خبرة سياسية وجاء بإيعاز من أطراف خارجية، وأضاف قائلا: (إذا كان الخطيب يعتبر نفسه سياسيا جادّا يجب عليه أن يستمع إلى موقفنا مباشرة)، كما لفت إلى أن الصراع في سوريا بات يتّخذ شكلاً طائفيا. وكشف لافروف أن الأسد عبّر ل (الإبراهيمي) أنه غير عازم على الرّحيل، وقال إن (الأسد قد أكّد أنه غير عازم على الرّحيل وسيبقى في منصبه ليدافع عن مصالح سورية الوطنية، ولا يمكن تغيير هذا الموقف)، كما شدّد على أن الأولوية بالنّسبة لروسيا هي وقف العنف وتشكيل هيئة انتقالية، وأضاف أن الحلّ السياسي ما يزال ممكنا، وأن روسيا لا تقف مع أيّ جهة وما يهمّها هو مصير الشعب السوري، بل أكّد أن هناك محاولات لتشويه موقفنا بشأن الأزمة السورية، حسب قوله، ولفت إلى ضرورة إشراك السعودية وإيران في (مجموعة العمل) حول سوريا.