لا شك وأن مشروع عصرنة الطريق السريع الرابط بين الشفة والبرواقية على الطريق الوطني رقم واحد الذي دخل مرحلة الإنجاز وأصبح بذلك حقيقة بعد طول انتظار سيكون له الأثر الإيجابي على كافة منطقة وسط البلاد بإدخالها عهدا اقتصاديا جديدا. وقد انطلق هذا المشروع الذي كان في السابق عبارة عن حلم يوم 5 نوفمبر 2012 بتهيئة الأرضية ذات التضاريس الصعبة الواقعة على مستوى منطقة الحمدانية (شمال المدية). ويندرج عصرنة هذا المشروع الممتد على طول 55 كلم في إطار نظرة مستقبلية قادرة على مواكبة الازدياد المكثف لحركة المرور. وستساهم هذه الأشغال الجارية وهي الأكثر تعقيدا على هذا المحور من الطريق الوطني رقم 1 الذي يربط المناطق الشمالية والجنوبية للبلاد في رفع قدرات شبكة هذا الطريق من جهة وبضمان الأمن للآلاف من مستعملي الطريق الذين يعبرون هذا المحور الإستراتيجي من جهة أخرى. وبحلول شهر أفريل 2016 تاريخ تسليم المشروع سيسمح الطريق الشفة - البرواقية بضمان الربط السريع ليس فقط بين المناطق الرئيسية الواقعة على طول هذا المحور فحسب ولكن أيضا التخفيف على المدن الجديدة مثل بوغزول (المدية) والمنيعة ( غرداية) التي يجري تشييدها متلازمة مع مشاريع أخرى هي قيد الإنجاز في إطار مشروع ازدواجية الطريق الوطني رقم 1 الممتد على طول 500 كلم. ويتطلب مشروع عصرنة محور الطريق الشفة - البرواقية الذي يوصف ب (التحدي التقني العظيم) أشغالا جبارة نظرا لطبيعة أرضيته الصعبة، وقد أسند الإنجاز الى مجموعة من المؤسسات الصينية والجزائرية منها المؤسسة الوطنية للمنشآت الفنية الكبرى والشركة الجزائرية للجسور والأشغال الفنية الى جانب مؤسسة صينية. كما تم من جهة أخرى تعيين مجموعة من المؤسسات الجزائرية والكندية لضمان المراقبة والمتابعة التقنية لهذه الورشة الضخمة. علاوة عن الرواقين السريعين الجديدين اللذين يجري إنجازهما بين الشفة والبرواقية فمن المقرر أن يتم إنجاز ستة أنفاق ذات رواقين و35 جسرا و11 محولا وحوالي 15 منشأة فنية. وستسمح مجمل هذه المنشآت بتجاوز الصعاب المتعلقة بطبيعة تضاريس الأرضية وخاصة على مستوى منعرجات الشفة عند المدخل الشمالي لمدينة المدية وكذا بقمة (ابن شيكاو) يجنوب مدينة المدية ومنطقة (الفرنان) عند مدخل مدينة البرواقية.