يواصل عمال البريد إضرابهم الذي أعلنوه الأسبوع الماضي، احتجاجا على عدم تطبيق الاتفاق المعلن عنه عقب إضرابهم السابق، خلال 2012، فحسب هؤلاء العمال المضربين فإنهم والى غاية اليوم لم يستفيدوا من الامتيازات التي تقرر منحها لهم، و من أهمها زيادة الراتب والاستفادة من المنح. خلف إضراب عمال البريد شللا تاما عبر مختلف مراكز البريد بالعاصمة، ومن أهمها البريد المركزي، أين تجمع العمال في الساحة المقابلة للمركز معلنين عن إضرابهم حتى الاستجابة إلى مطالبهم، ساحبين الثقة من نقابتهم بعد أن اتهموها بالتواطؤ مع الإدارة التي تمارس ضدهم سياسة التهميش والإقصاء منذ سنوات طويلة، كما أن هناك بعض العمال الذين تجاوزت مدة خدمتهم في البريد أكثر من ثلاثين سنة، إلا أنهم والى غاية اليوم لم يستفيدوا من ترقية رغم أقدميتهم وخبرتهم الطويلة، وقد نجح عمال البريد في نقل احتجاجهم وموجة غضبهم إلى مواقع التواصل الاجتماعي وعلى رأسها الفايسبوك، من خلال إنشاء صفحات خاصة يعبرون فيها عن مطالبهم وكيفية سير حركة الاحتجاجية عبر مختلف المناطق. وللإشارة فإن هذا الإضراب المعلن منذ الأحد الماضي عبر مختلف مناطق الجزائر، قد خلف الكثير من الخسائر المادية بالنسبة لمؤسسة بريد الجزائر، رغم أن هذه الأخيرة تهون من حجم هذه الحركة الاحتجاجية، رغم أن العمال من جهتهم يؤكدون بأن الإضراب مسّ 80 بالمائة من مؤسسات البريد، وهذا ما دفع مؤسسة البريد إلى الاستنجاد ببعض العمال لكسر الإضراب وضمان الحد الأدنى من الخدمة على مستوى 5 قباضات رئيسية بالعاصمة. وفي ذات السياق فإن حالة الغضب و الغليان امتدت لتمس أغلب المواطنين، والذين توافدوا على مراكز البريد من أجل سحب أموالهم، إلا أنهم تفاجؤوا بأن أغلب المراكز البريدية مشلولة بصفة كاملة، حتى أن البعض منها أغلق أبوابه، وهذا كان حال المراكز البريدية الصغيرة عبر العاصمة كمركز بور سعيد، ومركز الإخوة بليلي ومركز باب جديد، حتى أن بعض المواطنين الذين كانوا في أمس الحاجة إلى سحب أموالهم، ومن بينهم الأسر التي استنزفت دخلها المادي مع أبنائها خلال العطلة الشتوية، وعلى هذا قام بعض المواطنين برحلة بحث مضنية عن مركز بريد مفتوح من أجل فك أزمتهم، إلا أن الحالة هي نفسها عبر مختلف المراكز البريدية، فلم تنجح آلات السحب الالكترونية في تغطية العجز خلال هذه الأيام. والمشكل الذي يطرحه أغلب المواطنين، هو أن المراكز البريدية دوما تكون سببا في حالة غليان سواء في خدمتها أو في حالة إضرابها فسوء الخدمة يطبع أغلب المراكز في ظل نقص الرقابة، يقابلها من جهة أخرى حالة التهميش التي تمس بعض العمال و التي تدفعهم في مدة لا تتجاوز الأشهر الى إعادة إعلان إضراب وشل مؤسسة بريد الجزائر حتى تلبية مطالبهم، مع استعدادهم إلى القيام بمسيرة اليوم للوصول إلى مقر الوزارة الوصية بوسط العاصمة.