تشهد أسعار الخضر عبر مختلف أسواق العاصمة، ارتفاعا كبيرا غير مسبوق في وقت تأتي تأكيدات رسمية بأن المحصول وفير والمخزون يكفي لعدة أشهر قادمة، إلا أن هذه التصريحات غير مطابقة لواقع يعيشه المواطن. عبر العديد من المواطنين بالعاصمة، عن استيائهم الشديد من التهاب الأسعار والذي مسّ أهم الخضر وعلى رأسها البطاطا والطماطم، والذي يطاردهم منذ أكثر من شهر، رغم أن السماء جادت بالكثير خلال الفترة الماضية، إلا أنهم يتفاجؤون في كل مرة يذهبون فيها إلى محلات بيع الخضر عبر مختلف الأسواق كسوق كلوزال بشارع حسيبة بن بوعلي، وسوق فرحات بوسعد (ميسنوني)، سوق روتشار بالقصبة. أسعار جد مرتفعة تقابل المستهلك عبر كل هذه الأسواق، فالبطاطا وصلت إلى أكثر من 60 دج والطماطم 80 دج و الجزر نفس السعر والخس أيضا ب80 دج والكوسة فاقت 160 دينار، وحتى البقوليات أصبحت بعيدة المنال عن الأسر المتوسطة الدخل، بعد أن كانت تعرف بلحم الفقراء، فلقد بلغ سعر العدس 200 دج وكذلك الفاصولياء. ولمعرفة أسباب هذا الغلاء الذي يمس أهم الخضر، اتصلنا بالأمين العام لاتحاد التجار والحرفيين صالح صويلح، والذي أكد (لأخبار اليوم)، بأن موجة الغلاء التي تجتاح الأسواق في الآونة الأخيرة هي مؤقتة وسرعان ما ستعرف الأسعار استقرار نسبيا خلال الأسابيع القليلة المقبلة.. وعن أسباب هذا الارتفاع يرجع نفس المتحدث هذه الأزمة إلى قضية العرض والطلب، أي أن التجار يلجؤون إلى عرض القليل من الخضر مقابل إقبالا كبير من المستهلك، فترتفع الأسعار، فتجار التجزئة يقفون وراء هذا الارتفاع. ولكسر هذا الارتفاع والاحتكار الذي يمارسه تجار التجزئة، يطالب اتحاد التجار بوضع قانون لضبط الأسعار وتطبيقه على أرض الواقع من أجل كبح جماح التجار، فتسقيف الأسعار ثم وضع هامش الربح للتجار، هنا يمكن للرقابة أن تتدخل وتطبق القانون على الأسواق. فغياب الرقابة بشكل فعلي هو الذي منح الحرية للتجار في ممارسة أسعار غير قانونية وعرضها على المستهلك، الذي يقع دوما ضحية تذبذب الأسعار، وبارونات تجار الخضر.