يعيش سكان دوار المعايشية التابع لبلدية المصدق بالشلف حياة بدائية محضة، حيث تنعدم بالمنطقة سبل الحياة الكريمة والتواصل في ظل انعدام أدنى الوسائل على غرار المراكز العمومية والمرافق الضرورية أهمها المركز الصحي، الأمر الذي اضطر أغلب سكان المنطقة للتنقل إلى غاية البلديات المجاورة لتلقي العناية الطبية، قاطعين بذلك مسافات طويلة أنهكت أجسامهم نظرا لانعدام وسائل النقل بذات المنطقة، حيث يعتمدون على سيارات (الباشي) أو الجرارات خلال تنقلاتهم اليومية. وفي ذات الصدد تحدث السكان ل (أخبار اليوم) وملامح الاستياء بادية على وجوههم إزاء الوضعية الكارثية والمزرية التي يتخبطون فيها، وزاد من تذمرهم نداءات الاستغاثة والمراسلات المتكررة الموجهة للسلطات المعنية بشأن إنجاز مركز صحي بالحي والذي يعتبر من الضروريات، إلا أن مطالبهم كانت تصب في دائرة مفرغة من اللامبالاة. وأكد العديد من سكان المنطقة مدى معاناتهم اليومية، وفي ذات السياق أعربوا عن مدى تذمرهم الشديد جراء انعدام أدنى ضروريات الحياة من ماء وغاز ومرافق ضرورية، فانعدام المركز المذكور ليس بالمشكل الوحيد المطروح بل لحد الآن (ونحن في 2013 لم نستفد من أي التفاتة أو مشاريع تنموية) فلا زالت الأمور كما هي منذ الاستقلال على حد تعبيرهم، وما زاد الأمر تعقيدا هو تجاهل المسؤولين المحليين لمطالبهم منذ سنوات خلت، حيث لم يشهدوا خلالها أي تدخل من أجل تحسين الوضع المعيشي مع انعدام المراكز الصحية وطول الطريق الذي يسلكونه بسياراتهم للذهاب إلى مركز المدينة للالتحاق بالمركز الصحي وتلقي العلاج اللازم، الأمر الذي أدى إلى تدهور الحالة الصحية لمرضاهم. وأضاف محدثونا أنهم تلقوا وعودا بشأن الالتفات لجملة المشاكل التي يعانون منها، غير أن الوعود بقيت حبرا على ورق، ومجرد شعارات وتطمينات وفقط ما دفعهم لتجديد نداءاتهم للجهات المعنية لانتشالهم من جحيم طاردهم لسنوات طويلة، ولم تتوقف معاناة السكان عند هذا الحد بل تعدتها لتشمل تماطل عمال المصلحات الطبية في أداء عملهم، ففي كل مرة يحتجون بتعطل الأجهزة الطبية لمغادرة مكان العمل مبكرا، وما زاد الوضع تأزما حسب هؤلاء هو تماطل عمال المصحات الطبية في أداء عملهم بمقر المدينة. من جهة أخرى اشتكى السكان من ندرة الأدوية بل وانعدامها في أغلب الأحيان، وتعدت الظاهرة لتشمل مطالبة المرضى إحضار الحقنة وكل اللوازم الطبية بحكم عدم تواجدها بالعيادة متعددة الخدمات بمقر المدينة وفي ظل عدم توفر الصيدليات بالمنطقة. وأمام جملة المشاكل التي يتخبط فيها سكان المنطقة يطالب هؤلاء بالتفاتة من السلطات المحلية لإيجاد حلول ناجعة وملموسة قصد التخفيف من معاناتهم اليومية التي لازمتهم منذ الاستقلال.