مليكة حراث طالب سكان منطقة القشاشدة وبني موسى بسيدي زيان بلدية تاجنة بالشلف السلطات المحلية الالتفاتة إليهم والتكفل بانشغالاتهم، في ظل انعدام المراكز الصحية، الأمر الذي اضطر أغلب سكان المنطقة للتنقل إلى غاية البلديات المجاورة لتلقي العناية الطبية، قاطعين بذلك مسافات طويلة عبر مسالك ترابية وعرة في ظل العزلة المضروبة عليهم نتيجة الغياب التام لوسائل النقل· يعد المكان أحد المنحدرات الواقعة بأعلى بلدية تاجنة، وحسب السكان فقد ضاقوا ذرعا من التنقل إلى بلديات مجاورة من أجل العلاج وأن هذا الأمر أصبح لايطاق، فمن غير المعقول حسبهم قطع مسافات طويلة من أجل تلقي حقنة يوميا ورغم المراسلات المتعددة للجهات الوصية وعلى رأسها مديرية الصحة بإدراج مناطقهم المعزولة بمراكز صحية إلا أن انشغالاتهم بقيت حبيسة الأدراج لحد كتابة هذه الأسطر، كما أن معاناتهم لا تقتصر على انعدام المراكز الصحية فقط بل أنهم يفتقرون إلى أدنى شروط الحياة الكريمة من ماء وغاز والإنارة الكهرباية والطرقات وكل المرافق الضرورية منعدمة بالحيين المذكورين، وحسب ممثل السكان لازالوا يمارسون حياتهم بطريقة بدائية محضة مائة بالمائة" وأنهم لم يتذوقوا طعم الاستقلال بعد على حد تعبيره· كما أوضح السكان في حديثهم ل "أخبار اليوم" أن مطالبهم وكتاباتهم المتكررة للسلطات المعنية لم تأت بنتيجة، خاصة وأن إنجاز مركز صحي أو مستوصف بالحي يعتبر من الضروريات، إلا أنه لم يلق بعد طريقه إلى التجسيد· كشف العديد من سكان الحيين عن معاناتهم اليومية، وتذمرهم الشديد جراء انعدام ضروريات الحياة، ومازاد الأمر تعقيدا تجاهل المسؤولين المحليين لمطالبهم، منذ الاستقلال، حيث لم يشهدوا خلالها أي تدخل من أجل تحسين الوضع المعيشي مع نقص في المراكز الصحية وطول الطريق الذي يسلكونه مشيا إلى مركز المدينة للالتحاق بالمركز الصحي وتلقي العلاج اللازم، للأسباب المذكورة سابقا الأمر الذي أدى إلى تدهور الحالة الصحية لمرضاهم· أضاف ذات المتحدث أنهم تلقوا وعودا بشأن الالتفات لجملة المشاكل التي يعانون منها بعد طرق أبواب المسؤولين في عدة مناسبات، غير أن الوعود بقيت حبرا بعيدة عن التجسيد على أرض الواقع، ما دفعهم لتجديد نداءاتهم للجهات المعنية لانتشالهم من جحيم طاردهم لسنوات طويلة أو بالأحرى منذ الاستقلال لم تتوقف معاناة السكان عند هذا الحد بل تعدتها لتشمل تماطل عمال المصلحات الطبية في أداء عملهم، ففي كل مرة يتحججون بتعطل الأجهزة الطبية لمغادرة مكان العمل مبكرا، وما زاد الوضع تأزما حسب هؤلاء هو تماطل عمال المصحات الطبية في أداء عملهم· من جهة أخرى اشتكى السكان من ندرة الأدوية والمستلزمات البسيطة بل وانعدامها في أغلب الأحيان، وتعدت الظاهرة لتشمل مطالبة المرضى إحضار الحقنة والقطن والضمادات بحكم عدم تواجدها بالمراكز، في حين يضيف هؤلاء أنهم غالبا ما يعودون إلى ديارهم دون أن يتلقوا أي علاج الأمر الذي أدى بهم إلى التنقل إلى المصالح الطبية الخاصة من أجل المعالجة خوفا من الأمراض، لاسيما وأن العيادة الوحيدة المتواجدة على مستوى البلدية لاتكفي للتكفل بمختلف السكان الموزعين على كل الأحياء· على غرار سيدي عيسى ظهر المداح والحجر يس وغيرها، وأمام هذا الوضع المزري لا يزال المواطنون ينتظرون التفاتة من السلطات المعنية، قصد التخفيف من معاناتهم اليومية والبحث عن حلول ناجعة وملموسة، مطالبين بضرورة توفير المستلزمات المادية والبشرية لمختلف هذه المراكز الصحية· كما طالبوا بتزويد الحيين المذكورين بمراكز صحية لتخفيف الغبن عنهم·