مليكة حراث لازال سكان دوار بورجو التابع لإقليم بلدية سيدي راشد يعانون جراء انعدام المراكز الصحية، الأمر الذي أجبر المرضى على قطع مسافات طويلة أثقلت كاهلهم للتنقل إلى غاية البلديات المجاورة لتلقي العناية الطبية· وأكد السكان في حديثهم ل( أخبار اليوم) أن شكاويهم ومراسلاتهم المتكررة للسلطات المعنية لم تلق أية آذان صاغية عدا التجاهل واللامبالاة، خاصة وأن إنجاز مركز صحي بالحي يعتبر أكثر من ضروري، إلا أن أمر انعدام مستوصف أو مراكز طبية طبيعي وعادي جدا، ضاربين معاناة المواطنين عرض الحائط كما لو كانت انشغالات هؤلاء خارج أجندة البلدية على حد تعبير هؤلاء· وفي ذات السياق أكد العديد من سكان الحي عن مدى المعاناة والجحيم الذي يتخبطون فيه جراء ما يواجهونه يوميا في تنقلاتهم لاسيما في النقص الفادح في وسائل النقل مما يضطر البعض للاستنجاد بسيارات الكلوندستان التي تفرض هي الأخرى قانونها الخاص برفع التسعيرة بأثمان باهظة ومتفاوتة مما ساهم في متاعب أخرى لسكان المنطقة الذين ينتمون إلى طبقات بسيطة في المجتمع وهذا من أجل البحث عن العلاج، ولم تنتهي متاعب هؤلاء عند هذا الحد بل تعدتها إلى جملة من المشاكل، حيث أعربوا من خلال حديثهم ل (أخبار اليوم) عن سخطهم واستيائهم الشديدين جراء انعدام أبسط متطلبات الحياة الكريمة، ومازاد الطين بلة وثورة الغضب هو سياسة التجاهل واللامبالاة التي تنتهجها السلطات المحلية اتجاه مشاكلهم وشكاويهم، التي تعود لأكثر من 20 سنة، حيث لم يشهد حيهم خلالها أي تدخل من أجل تحسين الوضع المعيشي، بإدراجهم ضمن المشاريع التنموية والضرورية على غرار المرافق العامة منها الترفيهية أو الرياضية، إضافة إلى النقص الفادح في المراكز الصحية إن لم نقل منعدمة، باعتبار مركز خال تماما من الموظفين إلا حضور محتشم لأحد الممرضين في الغياب التام للطبيب العام والطاقم، وهذا ليس بسبب غيابهم عن العمل بل تم تعيين ممرض واحد فقط بذات المركز، ومازاد من تعقيد الأمور انعدام الأدوية والوسائل الطبية عامة الأمر الذي أجبرهم على التنقل إلى مراكز المدينة للالتحاق بالمركز الصحي وتلقي العلاج اللازم، الأمر الذي أدى إلى تدهور الحالة الصحية لمرضاهم· أضاف محدثونا، أنهم تلقوا وعودا بشأن الاهتمام لحل جملة المشاكل العالقة التي يعانون منها، غير أن الوعود مجرد شعارات زائفة لامتصاص غضب المواطنين الذين ثارت ثائرتهم مطالبين بوضع حد لمهزلة سيناريو التطمينات المتتالية دون تجسيدها على أرض الواقع ماجعل المواطنين يرفعون لا فتات مكتوب عليها شعارات احتجاجية(20 سنة من العزلة بركات) وأين حقنا في المشاريع التنموية؟ دفعهم لتجديد نداءاتهم للجهات المعنية لانتشالهم من جحيم طاردهم لسنوات طويلة، لم تتوقف معاناة السكان عند هذا الحد بل تعدتها لتشمل تماطل عمال المصلحات الطبية في أداء عملهم، ففي كل مرة يحتجون بتعطل الأجهزة الطبية لمغادرة مكان العمل مبكرا، وما زاد الوضع تأزما حسب هؤلاء هو تماطل عمال المصحات الطبية في أداء عملهم· من جهة أخرى اشتكى السكان من ندرة الأدوية بل وانعدامها في أغلب الأحيان، وتعدت الظاهرة لتشمل مطالبة المرضى بإحضار لوازم العلاج على غرار الضمادات أو القطن وأحيانا الحقن بحكم عدم تواجدها بالمركز المذكور سابقا أو القاعات الاستشفائية المجاورة، في حين يضيف هؤلاء أنهم غالبا ما يعودون إلى ديارهم دون أن يتلقوا أي علاج الأمر الذي أدى بهم إلى التنقل إلى المصالح الطبية الخاصة، من أجل المعالجة خوفا من الأمراض، لاسيما في فصل الصيف أين تكثر ظاهرة التسمم والأمراض، ويتساءل هؤلاء ما مصير مرضاهم في ظل غياب أهم مرفق ضروري؟ وأمام هذا الوضع المتردي يطالب هؤلاء السلطات المحلية على رأسها مديرية الصحة بالتفاتة لرفع الغبن عنهم، وبضرورة توفير مركز صحي لائق يحوي طاقما طبيا وعتادا طبيا لائقا·