يسعى المنتخب الوطني الجزائري لكرة اليد (اكابر ذكور)، في مشاركته الثالثة عشرة في بلوغ الدور الثاني، محاولا الاستفادة من التغيير الذي عرفه نظام المنافسة الذي يتيح للمنتخبات الأربعة الأولى في كل مجموعة باقتطاع تأشيرة المرور الى الدور الثاني بعد أن كان التأهل يقتصر على ثلاثة منتخبات فقط في الدورات السابقة. ويبقى هذا الهدف المسطر من قبل الناخب الوطني صالح بوشكريو صعب التحقيق بالنظر الى قوة المجموعة التي يلعب فيها (الخضر) خاصة منتخب إسبانيا (منظم الدورة) وصاحب الميدالية البرونزية في دورة 2011 بالسويد و كرواتيا والمجر صاحبي المركزين الخامس والسابع على التوالي في نفس المنافسة. تأهل "الخضر" يمر حتما بتحقيق انتصارين من هذا المنطلق كان المدرب الوطني واضحا و صريحا في توقعاته التي قال فيها إن (تأهل المنتخب يمر حتما عبر تحقيق انتصارين اثنينأمام المنتخبين الآخرين في المجموعة الرابعة وهما مصر وأستراليا اللذان يبقيان رغم مستواهما المحترم أقل صعوبة من إسبانيا وكرواتيا و المجر) كما أكده بوشكريو. (مهمتنا لن تكون سهلة بإسبانيا، لكن هذا لا يعني أننا سنشارك من أجل المشاركة فحسب خاصة وأن الفرصة متاحة لأربعة منتخبات في كل مجموعة للمرور الى الدور الثاني (...) هدفنا يبقى يتمثل في بلوغ الدور الثاني في المقام الأول بالفوز على مصر وأستراليا)، على حد تصريح بوشكريو قبل تنقله الى كرواتيا لإجراء آخر محطة إعدادية. من أجل بلوغ هذا الهدف سطّر المدرب الوطني مقابلة ودية أمام المنتخب السعودي حيث فاز عليه (25-19) علما أن هذا الأخير يعتمد طريقة لعب تشبه طريقة لعب المنتخب المصري المنافس الرئيسي للمنتخب الجزائري على المركز الرابع المؤهل الى الدور الثاني. الأمور الجدية تنطلق يوم 15 جانفي وعليه فإن الأمور الجدية ستنطلق يوم 15 جانفي تاريخ مقابلة (الداربي) الإفريقي بين الجزائر ومصر الذي سيكون متبوعا بعد يومين من هذا التاريخ (17 جانفي) بمواجهة المنتخب الأسترالي الذي يبقى منطقيا في متناول رفاق مسعود بركوس الذين فازوا عليه بنتيجة عريضة في مونديال 2011 (27-18). مواجهة مصر طبق الأصل لنهائي كأس أمم إفريقيا 2012 ستكون مواجهة المنتخب المصري بمثابة صورة طبق الاصل للمقابلة التي فاز بها المنتخب الوطني (26-25) وتأهل بها الى النهائي لبطولة افريقيا (2012) بفضل الهدف الحاسم الذي سجله رياض شهبور في الثانية الأخيرة من عمر المقابلة. تحضيرات متذبذبة وتشكيلة منقوصة اتسمت تحضيرات أبناء المدرب الوطني صالح بوشكريو لبطولة العالم التي ستكون الرابعة له على رأس المنتخب، بعدم الاستقرار بسبب توقف البطولة الوطنية منذ أزيد من 16 شهرا، الأمر الذي انعكس سلبا على اللياقة البدنية للاعبين المحليين الذين أكتفوا بلعب بعض المقابلات الودية. فبعد ثلاثة اختبارات ودية، فاز بها جميعها على نادي باريس لكرة اليد (الرابطة الفرنسية الثانية)، شرع المنتخب الوطني في مرحلة الجد بمواجهة المنتخب السلوفاكي والسلوفيني وديا (الهزيمة على التوالي ب31-24 و29-19). وبعد هاتين الهزيمتين فاز المنتخب الوطني في المقابلة الودية التي جمعته بالمنتخب السعودي ب(25-19) فيما ألغيت المقابلة الثالثة التي كانت مبرمجة أمام النرويج. نتائج تؤكد الصعوبة التي تنتظر المنتخب الوطني هاته النتائج تؤكد بوضوح الصعوبة التي سيجدها المنتخب الوطني في مواجهته عمالقة اللعبة علما أن تعداد المنتخب الوطني لم يكتمل سوى في ثلاث مرات منذ الدورة المؤهلة لأولمبياد 2012 بإسبانيا، الأمر الذي سينعكس سلبا على انسجام التشكيلة الوطنية في مونديال إسبانيا. غيابات نوعية في التشكيلة الوطنية على صعيد التشكيلة، سيكون المنتخب الوطني مبتورا من خدمات الحارس الممتاز عبد المالك سلاحجي، الذي أعتزل اللعب دوليا مؤخرا، ورابح سوداني وماليك بوبايو و فيلاح بلقاسم بسبب الإصابة بالإضافة الى عبد الحفيظ حجايجي المتواجد في فترة نقاهة، فيما سيتنقل ساسي بولطيف مع التشكيلة لكنه سيكون مجبرا على ارتداء نظارة واقية بسبب الإصابة التي تعرض لها منذ عدة أسابيع على مستوى العين. بورياح وبوعكاز و"الكهل" هشام بودرالي لتعويض الغائبين هذا النقص الملحوظ في التشكيلة، دفع صالح بوشكريو الى الاستنجاد بكل من عبد الرحيم بورياح ويسين بوعكاز و(الكهل) هشام بودرالي (35 سنة)، لاستكمال قائمة ال 16 لاعبا المعنيين بمونديال إسبانيا. وبالإضافة الى هدف المرور الى الدور الثاني ستسعى التشكيلة الوطنية الى تحقيق مشاركة أحسن من تلك المسجلة في دورتي 1995 و2001 أين أنهى (الخضر) المنافسة في المركز ال13 من بين24 ، وهي النتيجة الأحسن في تاريخ المشاركة الجزائرية.