اجتاح طوفان بشري حقيقي مراكز البريد أمس الأحد بعد أن استأنف العمال المضربون عملهم بصفة طبيعية، منهين بذلك نحو الأسبوعين من الشلل الذي جعل قرابة 15 مليون جزائري رهينة لإضراب قال عنه مسؤولو القطاع في البداية إنه غير شرعي، لكنهم استجابوا في النهاية لكلّ مطالب المضربين. التحق عمال بريد الجزائر عبر مختلف ولايات القطر الوطني أمس بمناصب عملهم في ظروف عادية بعد تجميد إضرابهم الذي شنّوه منذ مطلع شهر جانفي الجاري وسط إقبال كبير جدّا للمواطنين على مختلف المراكز والمكاتب لسحب أموالهم. بالجزائر العاصمة تمّ استئناف العمل على مستوى كافّة مكاتب بريد الجزائر بعد حركة احتجاجية شنّها عمال بريد الجزائر منذ 2 جانفي الفارط. وعلى مستوى القبّاضة الرئيسية للجزائر العاصمة (البريد المركزي) كانت كلّ الشبابيك مفتوحة وتكفّلت بجميع العمليات البريدية والمالية. وطمأن أعوان البريد أن العمل استؤنف وسيستمرّ كالعادة إلى غاية السابعة مساء. وعلى مستوى مركز الصكوك البريدية الواقع قرب البريد المركزي تشكّلت طوابير لا متناهية أمام الشبابيك بمجرّد فتح المكاتب. وأكّد محمد عامل بالشباك بالبريد المركزي أنه تمّ استئناف العمل في كافّة مكاتب البريد، داعيا مستعملي البريد إلى القيام بعملياتهم على مستوى وكالات البريد الواقعة في أحيائهم وعدم التنقّل إلى القبّاضة الرئيسية، وأوضح زميله كريم أن كلّ عمال البريد مستعدّون للعمل يوم الجمعة وخلال أيّام العطلة لاستدراك التأخّر المتراكم، مشيرا مع ذلك إلى أن الإضراب جاء في (فترة فراغ) ليس فيها تحويلات للرّواتب، وأوضح في هذا الصدد أن الشبابيك تعزّزت بما أنه ينتظر توافدا كبيرا بعد التوقّف الذي دام ما يقارب الأسبوعين، متأسّفا في نفس الوقت عن الإزعاج الذي لحق بمستعملي البريد، وأضاف أن استئناف العمل جاء بفضل الضمانات التي قدّمها وزير البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتّصال السيّد موسى بن حمّادي. بالبليدة عادت مراكز البريد 66 الموزّعة عبر إقليم الولاية للعمل (بشكل عادي)، حسب ما لاحظته (وأج) في الوقت الذي استأنفت فيه بعض من المكاتب عبر الولاية العمل بصفة تدريجية على غرار القبّاضة الرئيسية بباب السبت بالبليدة وكلّ من مراكز بريد بلديات مفتاح والأربعاء وبوعرفة. كما تمّ توفير السيولة المالية اللاّزمة لمواجهة طلبات زبائن المؤسسة الذين (رحبوا) بعودة عمال القطاع إلى مناصب عملهم. وبولاية الجلفة استأنف أعوان البريد عملهم بنسبة 100 بالمائة في مختلف وحدات البريد المنتشرة عبر بلديات الولاية التي كانت قد شهدت توقف 35 مكتب بريد من مجموع 71 مكتب موزعة عبر الولاية. وحسب تصريح بعض عمال بريد الجزائربالجلفة فإن توقيف الإضراب راجع إلى الوعود الأخيرة (الصادقة) لوزير القطاع للتكفّل بانشغالاتهم، فيما سجّل ارتياح لدى زبائن بريد الجزائر لعودة نشاط وحدات البريد مؤكدين بأنهم عانوا الأمرين خلال فترة الاحتجاج لعدم تمكّنهم من الحصول على رواتبهم. وبولاية المدية توافد المواطنون (بكثرة) على المكاتب والمراكز البريدية ال 80 لسحب أموالهم بعد تعليق إضراب عمال القطاع، فيما تمّ فتح قنوات اتّصال مع ممثّلي العمال لتحسيسهم بضرورة (تدارك ساعات العمل) التي ضاعت طيلة فترة الإضراب الذي امتدّ لعشرة أيّام. وبولاية تيزي وزو فتحت مراكز البريد أبوابها صبيحة الأحد وسط ارتياح كبير للمواطنين، في الوقت الذي اجتمعت فيه اللّجنة المؤقتة لعمال بريد الجزائر بتيزي وزو على مستوى القبّاضة الرئيسية لإطلاع العمال على الوعود التي قدّمها وزير القطاع، وكذا لتوجيه دعوة إلى كافّة المستخدمين من أجل تكثيف الجهود لتلبية طلبات زبائن المؤسسة. أمّا بولاية بجاية فقد قرّر نقابيو قطاع البريد والاتّصالات خلال اجتماع تشاوري نظم أمس وقف إضرابهم اليوم الاثنين، وأرجع هؤلاء ذلك إلى (عدم اقتناعهم بوعود الوصاية)، غير أن هؤلاء أكّدوا أنهم سيعطونها فرصة للوفاء بهذه الوعود، كما أكّدوا أن عودتهم إلى العمل يهدف أيضا إلى التخفيف من الضغط الحاصل على زبائن المؤسسة الذين يعانون منذ حوالي أسبوعين جرّاء استمرار الإضراب الذي كانوا (مجبرين) على شنّه على حد قولهم (في ظلّ غياب بدائل أخرى).