عدل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن لهجته المتفائلة حيال مستقبل عملية السلام مع الفلسطينيين قائلاً إنه "ليس هناك ما يضمن نجاح" الجولة الجديدة من المفاوضات المباشرة التي انطلقت مطلع سبتمبر الجاري برعاية أمريكية، وذلك بسبب "وجود العديد من المعوقات"، مجددا طلبه الاعتراف باسرائيل كدولة يهودية. وفي رسالة فيديو وجهها الى الاسرائيليين بمناسبة رأس السنة اليهودية، قال نتنياهو إنه رغم هذا الواقع، فإن حكومته مصرة على التوصل لاتفاق مع الفلسطينيين، ولكن استنادا إلى قاعدتين هما تنفيذ ترتيبات أمنية حقيقية واعتراف الجانب الفلسطيني بإسرائيل كدولة يهودية. وتابع: "عندما يُطلب من إسرائيل الاعتراف بدولة فلسطينية فمن الطبيعي أن نطالب الطرف الآخر بالاعتراف بالدولة اليهودية". وكان نتنياهو قد استغل جلسته مجلس الوزراء الأخيرة الأحد ليقول إن بلاده "ملتزمة تماما بالسلام ومستعدة للتوصل إلى حل وسط تاريخي مع الفلسطينيين شرط ضمان مصالح إسرائيل القومية وفي مقدمتها الأمن، معبراً عن "أمله" في أن يكون رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، محمود عباس "مستعدا بدوره لمواجهة التحديات المقبلة." وألمح نتنياهو إلى وجود دول عربية مهتمة بالانضمام إلى المسيرة السياسية التي بدأت بعد المفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين، غير أنه لم يكشف هويتها، بينما أعلن الخارجية المصرية أن منتجع شرم الشيخ سيستضيف الجولة المقبلة من المفاوضات في 14 سبتمبر الجاري. وكانت الجولة الأولى من المفاوضات المباشرة قد انتهت الأربعاء الماضي، بعدما دشنها الرئيس الأمريكي باراك أوباما، في واشنطن، لكن المفاوضين غادروا العاصمة الأمريكية وفي صدورهم قلقٌ متزايد على مسيرة تلك المفاوضات، التي قد تتوقف قريباً نتيجة اصطدامها بقضية الاستيطان، التي تتفاعل بقوة في الداخل الإسرائيلي.