ركزت صحف بريطانية بنسختيها الإلكترونية والورقية الصادرة في الأيام الأخيرة على تداعيات قضية احتجاز الرهائن في منشأة عين أمناس النفطية في الجزائر. في صحيفة الأندبندنت، نقرأ مقال رأي للكاتب باتريك كوكبيرن يتحدث عن قضية خطف الرهائن في الجزائر كأحد إفرازات العملية العسكرية الفرنسية في مالي واستراتيجية التعامل مع نشاط المتشددين الإسلاميين هناك. يؤكد الكاتب أنه يجب فهم خريطة التحالفات في مالي لفك ألغاز الولاءات المعقدة والمتنافسة في هذا البلد الأفريقي. يقول الكاتب في المقال تحت عنوان (الحرب على الإرهاب دفاع مغر، لكن ليس بهذه البساطة)، إنه كان من المحتمل دائما حصول عواقب كبيرة للتدخل العسكري الفرنسي في مالي في أجزاء أخرى من المنطقة. ويضيف أنه وحتى بالرغم من ذلك، فإنه من المثير للدهشة أيضا أن مجموعة منفصلة عن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي أصبحت قادرة على الرد بهذه السرعة باحتجاز الرهائن في منشأة النفط في عين أمناس بالجزائر. واعتبر الكاتب أن التدخل الغربي في مالي قد يعيد النظام بل حتى يكون مرحبا به من قبل السكان المحليين على المدى القريب، لكن وجود قوة كبرى على أرضهم قد يكون أمرا مزعزعا للاستقرار. ويشير الكاتب إلى أن هذا هو أحد الدروس العديدة التي تم الاستفادة منها من التدخل الأمريكي في العراق وأفغانستان. ويرى الكاتب أنه بالنسبة للوضع في مالي، فإن هناك الكثير من الأدلة على أن المقاتلين يثيرون الخوف والكراهية في جنوب مالي حيث يعيش معظم سكان البلاد، ولا يحظون بقدر أكبر من الشعبية في الشمال حيث طبقوا الشريعة. وفي هذا السياق، فإن الفرنسيين ربما لا تلاحقهم مشكلات كبيرة من تدخلهم في مالي في حال أنهوا مهمتهم سريعا. ويؤكد في المقابل أن الخطورة بالنسبة للفرنسيين تكمن في حال ظلوا هناك لفترة طويلة للغاية وأصبحوا متورطين في الصراعات العرقية وإبقاء حكومة فاسدة وغير فاعلة في السلطة في مالي.