شئنا أو لم نشأ، فنحن داخلون كأس إفريقيا، بين تفاؤل مفرط، وتشاؤم مفرط، ودعونا نقسم التفاحة وحبة الحنظل إلى شطرين وسنقول بأننا داخلون البطولة الإفريقية بتفاؤل حذر، فبعضنا يرفل مع بعض وسائل الإعلام، التي لا تكف عن الضجيج عن صعوبة المهمة، والبعض بادية عليه مؤشرات الثقة وحجم الآمال والطموحات التي يمتلكها فريقنا الوطني، ويبقى هناك من التوجس والقلق من لامنطقية الكرة، فالبطولة الإفريقية هي ساحة دائما ما تفرز مفاجآت وتخفي أسرارها ولا ترشح مرشحا فوق العادة، حتى وإن زخرت الكثير من المنتخبات بأكبر النجوم، وبالعودة إلى فريقنا الوطني فنقول بأنه فريق يشبه من استورد الثمرة ولم يزرع الشجرة، ولم نحصل على مفاتيح إفريقيا، فأغلب اللاعبين المحترفين لا يمتلكون الخبرة الإفريقية، ويمتلكون ثمرة الاحتراف، ولاعبونا المحليون لم تكن لهم جولات في إفريقيا لمقارعة الأندية الإفريقية، وهذه البطولة منعرج حاسم لمواصلة المشوار حتى لا نعود إلى الوراء لأن المستقبل هو الذي يهمنا، وأيا كانت مشاعرنا وأمنياتنا اتجاه الفريق الوطني فالمستقبل هو الذي يهمنا، فهل أصبح لفريقنا الوطني شخصية المنتخب المنافس؟.. نعم لقد ولت إلى حد ما أطماع المنتخبات الصغيرة المجهرية في النيل من منتخبنا الوطني ومجابهته والتغلب عليه، وهذا الطمع قد أضرّ كثيرا ولفترة طويلة بفريقنا الوطني، ونحن الآن نريد أن نثبت أقدامنا في مواجهة فرق كبيرة وإعادة فريقنا الوطني إلى السكة التي كان ينبغي أن يكون عليها في الساحة الكروية الإفريقية، فالتخلص من المجموعة الأولى هو بمثابة القفزة الكبيرة التي سيقطعها فريقنا الوطني في مشواره الكروي، فمجموعة الموت كما سميت تمثل 30 بالمائة من الكرة الإفريقية المتطورة، فالمنحنى البياني لابد أن يعرف اتجاهه الصحيح من خلال هذه المشاركة وأن يستقرّ عند فريق جزائري عملاق ولا يتحول إلى قزم، فكرة القدم عندنا وخاصة في منتخبنا الوطني تعرف دورات، فكبرياؤنا الكروي مجروح ولا بد لهذه الجرح أن يلتئم، لذلك تجد الكثير من المناصرين يحن إلى زمن ماجر وبلومي وعصاد وبن ساولة، ليدغدغوا هذا الكبرياء، ونحن لسنا من الذين يرضونّ بالقليل وبالفتات، فإما أن يكون لنا الصدر أو القبر، ولا توسط لدينا، ولم نعد نتحجج بالظروف الطبيعية التي كثيرا ما رددها علينا مسؤولو الكرة ومحترفو الهزيمة، ولم نعد نتحجج بقلة الموارد المالية للاستعداد لمثل هذه الدورات. تباشير النصر تلوح في الأفق فلا تعيدونا إلى نقطة الصفر، ولا تقيموا لنا مأدبة عشاء على هزائمنا لتتلوا لنا تبريراتكم، أعيدوا لنا تواجدنا الحقيقي في إفريقيا كفريق عملاق، لا يطمع فيه الأقزام.. العضو (ابن الصحراء)