** يجوز استعمال السبحة ولا حرج فيها إن شاء الله تعالى، وهي وسيلة لإحصاء العدد الكثير للذاكرين الله كثيراً والذاكرات، حيث أقر النبي صلى الله عليه وسلم التسبيح بالحصى، فتُحمل السبحة على ذلك. إلا أن استعمال اليدين أولى، لأنه أجمع للقلب، وأبعد من الذهول وتشتّت الذهن، ولأنها تشهد لصاحبها يوم القيامة، فالأولى التسبيح بأنامل اليد لأنهنَّ مستنطقاتٌ يوم القيامة، فيشهدن لك بهذا التسبيح وغيره من خير أو شر. وقد ثبُت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يعقد التسبيح بيده، فعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: (رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يعقد التسبيح قال ابن قدامة: بيمينه)، (رواه أبو داود). وعن حميضة بنت ياسر عن جدتها يسيرة قالت: قال لنا رسول صلى الله عليه وسلم: (يا نساء المؤمنات: عليكن بالتهليل، والتسبيح، والتقديس، ولا تغفلن فتنسين الرحمة، واعقدن بالأنامل فإنهن مسؤولات مستنطَقات)، (رواه أحمد وأبو داود والترمذي، والحاكم، وحسن إسناده النووي في الأذكار، وجوده العراقي كذلك في تخريج الإحياء). وأما اتخاذ المسبحة لغير حاجة أو لأجل أن يظهرها للناس، ولم يكن غرضُه منها الاستعانة بها على التسبيح فهذا يُخشى أن يكون من الرِّياء المذموم.