س- ما رأيكم في استخدام السّبحة في التسبيح؟ ج- استخدام السبحة جائز، لكن الأفضل أن يسبّح بالأنامل وبالأصابع، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "اعقدن بالأصابع فإنهن مستنطقات"، ولأن حمل السبحة قد يكون فيه شيء من الرياء، ولأن الذي يسبح بالسبحة غالبا تجده لا يحضر قلبه فيسبّح بالسبحة وينظر يمينا وشمالا، فالأصابع هي الأفضل وهي الأولى. س- ما حكم رفع اليدين والدعاء بعد الصلاة؟ ج- ليس من المشروع أن الإنسان إذا أتم الصلاة رفع يديه ودعا، وإذا كان يريد الدعاء فإن الدعاء في الصلاة أفضل من كونه يدعو به، قبل أن ينصرف منها، ولهذا أرشد النبي صلى الله عليه وسلم ذلك في حديث ابن مسعود حين ذكر التشهد قال: "ثم ليتخيّر من المسألة ما شاء"، وأما ما يفعله بعض العامة من كونهم كلما صلّوا تطوعا رفعوا أيديهم حتى أن بعضهم تكاد تقول إنه لم يدعُ، لأنك تراه تقام الصلاة وهو في التشهد من تطوعه، فإذا سلم رفع يديه رفعاً، كأنه والله أعلم رفع مجرد، ثم مسح وجهه، كل هذا محافظة على هذا الدعاء الذي يظنون أنه مشروع، وهو ليس بمشروع، فالمحافظة عليه إلى هذا الحد يعتبر من البدع. س- في بعض البلاد وبعد الصلوات المفروضة يقرأون الفاتحة والذكر وآية الكرسي بصوت جماعي، فما الحكم في هذا العمل؟ ج- قراءة الفاتحة وآية الكرسي والذكر بعد الصلاة بصوت مرتفع جماعي من البدع، فإن المعروف عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه أنهم بعد الصلاة يذكرون الله بصوت مرتفع، ولكن كل واحد منهم يذكر الله تعالى على انفراده دون أن يشتركوا، فرفع الصوت بالذكر بعد الصلاة المفروضة سنة، كما ثبت ذلك في صحيح البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "كان رفع الصوت بالذكر حين ينصرف الناس من المكتوبة على عهد النبي صلى الله عليه وسلم". وأما قراءة الفاتحة بعد الصلاة سواء كان ذلك سّرا أو جهرا فلا أعلم فيه حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما ورد الحديث بقراءة آية الكرسي وقل هو الله أحد والمعوذتين فقط.