لا يزال سكان قرية لزبط الواقعة على بعد حوالي 07كلم عن بلدية أولاد ذايد التابعة لدائرة البرواقية، يتخبطون في عديد المشاكل المنغصة لحياتهم اليومية، حيث تفتقر إلى طريق صالح لحركة مرور المركبات، والتي أقحمتها في عزلة نوعية جراء سياسة القطيعة، التي أعلنتها المشاريع التنموية عليها رغم رغبتهم الملحة في العودة إلى أراضيهم الخصبة لأجل الاستقرار بها وخدمتها كما كان حالهم قبل العشرية السوداء، والتي أجبرتهم على هجرتها نحو مناطق شبه آمنة كمقر البلدية والبرواقية .. وعادت بعض الأسر النازحة بعد تحسن الأوضاع الأمنية خاصة بالجهة المتميزة جغرافيتها بالغطاء النباتي الكثيف، أمام وعود السلطات المحلية بإصلاح الوضع الإجتماعي وفك العزلة، هذه الوعود-حسب السكان-لم تلق طريقها للتنفيذ على الواقع الملموس، حيث لا تزال قريتهم تفتقر لسبل الحياة الكريمة لبني البشر، ففضلا عن اهتراء الطريق المؤدي من وإلى القرية والذي يتحول خلال تساقط الأمطار إلى مجمع لبرك مائية. إلى جانب مشكل الماء ووصل منازلهم بشبكاته مما حول عطلة التلاميذ المتمدرسين إلى كابوس يقضونه في رحلة البحث عن قطر ماء للشرب وطهي الطعام، لاسيما مع عدم قدرة الأهالي على توفير صهاريج المياه لارتفاع سعرها وتواضع مدخولهم المعتمد أساسا على الفلاحة وتربية المواشي. وما زاد الأمر تفاقما النقص الفادح المسجل في المواصلات الأمر الذي يدفعهم للتنقل لقضاء مختلف حوائجهم الإجتماعية مستعينين بسيارات (الكلونديستان) بمبلغ 800 دج طلبا للتداوي بمستشفى البرواقية في ظل عدم وجود مستوصف، وحتى إعادة ترميم قاعة العلاج المحولة إلى مفرزة للحرس البلدي والتي أصبحت غير صالحة بعد رحيلهم، كما يطالب النازحون غير العائدين بحصص من صيغة السكن الريفي،لإعادة بناء سكنات لائقة بهم، ليبقى مسلسل المعاناة متواصلا مادامت عين المسؤول مضربة عن النظر بجدية لمشاكل سكان قرية بقيت لأزيد من عشريتين رهينة وعود انتخابية وفقط ختمها أحد محدثينا، والذي يأمل من المنتخبين الجدد أن يأخذ مأخذ الجد مشاكل سكان هذه القرية.