ما يزال سكان أرياف تابلاط بنحو 110 كلم إلى الشرق من عاصمة الولاية المدية، يعيشون على وعود كلّ المسؤولين الذين تداولوا على كراسي المجلس الشعبي البلدي، حيث لم يحظوا بالتنمية منذ سنوات الاستقلال. (أخبار اليوم) سبق لها وأن زارت قرى بشرق تابلاط كقرية بوار التي تبقى بلا دعم فلاحي ولا سكن ريفي، ونحن في طريقنا إلى هذه القرية المنسية شدّتنا المناظر الطبيعية الممزوجة بآهات سكانها، حيث يقول أحد سكان هذه القرية التي لا تبعد سوى ب 6 كلم عن مقرّ البلدية: (انظروا إلى تلك المدرسة، هناك مازالت تسكن عائلة مكوّنة من 8 أفراد رحلت على إثر سقوط مسكنها الهشّ بفعل العاصفة الثلجية بداية 2012). مواطن آخر تساءل قائلا: (لماذا حرمت قريتنا من صيغة البناءات الريفية؟ عائلتي تتكوّن من 7 إخوة، خمسة منّا متزوّجون وأنا في ال 35 من عمري وأخي في ال 42 بلا زواج بسبب أزمة السكن وفي الريف، ونحن نجهل الأسباب التي حرمت سكان قريتنا من البناءات الريفية رغم أننا دفعنا الملفات إلى اللّجنة المعنية سنة 2006 ومازلنا نعيش على الوعود). فقط وبالمختصر المفيد سكان هذه القرية لم يستفيدوا حتى من منافع الاستثمار المدعّم منذ تاريخ سريان مفعول قانونه عام 2002 بالرغم من صلاحية هذه المنطقة لكلّ أصناف الأشجار المثمرة كاللّوز والكروم والتين، إضافة إلى تربية النّحل الذي سبق وأن برمجت ولاية المدية (ويبدو ذلك على الورق فقط) 35 ألف خلية نحل، حسب ما تضمّنه تقرير المجلس الشعبي الولائي في إحدى دوراته سابقا. أمّا النقطة الثانية من رحلتنا فكانت إلى منطقة اللبابدة على نحو 15 كلم شرق تابلاط، هذه القرية سبق وأن أقدم سكانها على غلق مقرّ الدائرة لأربع مرّات خلال 2012، إضافة إلى غلق مقرّ البلدية لمرّتين وعن الأسباب المؤدّية إلى ذلك فقد حصرها (بوقمرة محمد) في جملة من المطالب كتهيئة الطريق الواصل بين الجهة ومقرّ البلدية على مسافة 6 كلم فقط من بين ال 15 كلم، والتي تدهورت وبشكل ملفت خاصّة في فصل الشتاء بعد عمليات التخريب التي أحدثتها جرّافات المقاول بسبب مشروع تجديدها، فيما أكّد رئيس البلدية أن العملية برمجت في إطار مخطط إيصال الغاز الطبيعي إلى المنطقة يضاف إليها عنصر انعدام خزّان لتسهيل جمع المادة من المنابع المائية لنحو 2000 نسمة، حسب تقديرات محدّثنا، ما جعل النساء يجلبن الماء على ظهورهن وعلى الأحمرة. ويبدو أن النقطة التي تفيض الكأس في كلّ مرّة هي عدم استفادة ولو مواطن واحد من السكن الريفي رغم إنجاز السكان للملفات بما فيها رخصة البناء قبل ستّ سنوات، وعن حصص هذه الصيغة من البناءات حصرها صاحبنا في حصّة 350 سكن تمّ توزيعها، في حين استفاد سكان بلدية قرومة الحدودية التابة لولاية البويرة من جميع المرافق الاجتماعية، ختمها محدّثنا. وللإشارة، فإن اللبابدة تتوفّر على مدرسة ابتدائية منذ ثمانينيات القرن الماضي ومستوصف يزوره الطبيب مرّة في الأسبوع ولساعاتين، حسب سكان القرية. ومن بين المشاكل المشار إليها نقص النقل المدرسي بحافلتين، الأمر الذي يضطرّ نسبة من المتمدرسين بالإكمالي والثانوي إلى الاعتماد على (الكلونديستان) في أغلب الأحوال، حيث ترتفع بينهم نسبة التسرّب المدرسي كلّ آخر سنة دراسية، خاصّة من أبناء قرية خوخدة المقدّر تعداد سكانها بنحو 1000 نسمة، والتي يفتقر سكانها إلى كلّ مرافق الحياة كمرافق التعليم والصحّة وفكّ العزلة.