اكتسحت الثلوج مناطق عديدة من الوطن، خاصة الولاياتالشرقية، والتي أصبحت معزولة في ساعات قليلة، والتي نتج عنها عرقلة في حركة السير، رغم الاحتياطات والتدابير التي اتخذتها السلطات المحلية من أجل تفادي أزمة كالتي وقعت في نفس هذه الفترة من العام الماضي. وتسببت الكميات المعتبرة من الثلوج التي نزلت خلال اليومين الماضيين بالنواحي الوسطى والغربية والجنوبيةالشرقية لولاية المدية في غلق العديد من محاور الطرقات "مؤقتا" حسب ما علم من مصالح الدرك الوطني. وأفاد ذات المصدر أن الأمر يتعلق بالطريق الولائي رقم 01 الرابط بين عين بوسيف وقصر البخاري (جنوب شرق الولاية) أين تسببت الثلوج في غلق محور الطريق، الذي يمر عبر بلدية العوينات (دائرة عين بوسيف). وذكر المصدر أن غلق هذا المحور الذي يشكل حلقة وصل بين الجزء الجنوبي الشرقي للولاية والمناطق المجاورة التابعة لولاية المسيلة اضطر بأصحاب السيارات، الذين يمرون عادة عبر هذا الطريق إلى المرور عبر طرق اجتنابية لمواصلة السير باتجاه مناطقهم. ومن جهة أخرى تم غلق محاور من الطريق الوطني رقم 60 الرابط بين بلدية أولاد عنتر (جنوب غرب المدية) و ولاية تيسمسيلت لاسيما على مستوى أولاد عنتر وأولاد هلال التي يزيد ارتفاعها عن 1300م حيث غطت الثلوج قارعة الطريق. جدير بالذكر أنه سجل اضطراب كبير في حركة المرور بمحاور الطرقات الواقعة بالمناطق الحضرية مثلما هو الشأن بمدينتي البرواقية والمدية وعدد من محاور الطريق الوطني رقم 01 لاسيما الممر الجبلي لبن شكاو و (الفرنان) بالمدخل الشمالي لمدينة البرواقية أين توقفت حركة السير بشكل مؤقت. وقد سمح تدخل فرق كسح الثلوج بإعادة فتح الطريق الوطني رقم 01 أمام حركة المرور. جرحى في حوادث مرور بسبب التقلبات الجوية بتيسمسيلت شهدت بعض الطرقات الوطنية والولائية بتيسمسيلت خلال الساعات الماضية، صعوبة في حركة السير بسبب تساقط الثلوج حسبما علم لدى المجموعة الإقليمية للدرك الوطني. وقد تسبب تساقط الثلوج في تشكيل طبقات من الجليد نتج عنه اختناقات في حركة المرور بشطر الطريق الوطني رقم 14 بين بلديتي ثنية الحد والعيون وكذا جزء من الطريق الوطني رقم 19 الرابط بين بلديتي تملاحت وبرج بونعامة مع صعوبة في السير بالطريق الولائي رقم 5 بين سيدي بوتشنت وثنية الحد وفق ما أوضحه نفس المصدر. وقد ساهمت تدخلات مصالح الأشغال العمومية والبلديات في الحيلولة دون توقف حركة السير بهذه الطرقات وذلك باستخدام مختلف الوسائل منها الملح والحصى لإذابة الجليد. ومن جهتها سجلت مصالح الحماية المدنية حادثا مروريا أدى إلى إصابة ثلاثة أشخاص بجروح متفاوتة الخطورة إثر اصطدام شاحنة ذات مقطورة بسيارة سياحية أمام محطة النقل الحضري ببرج بونعامة وذلك بسبب انتشار الجليد بطرقات المدينة جراء تساقط الثلوج. تيزي وزو: آيت عيسى أويحيى.. قرية في صراع مع الطبيعة يخوض سكان قرية آيت عيسى أويحيى الصغيرة الواقعة ببلدية إليلتن (71 كلم بأقصى جنوب شرق تيزي وزو) منذ الجمعة الماضي صراعا حقيقيا مع الجبل الذي يهدد بردمهم تحت أطنان من الأوحال والصخور التي جرفتها مياه الوادي الذي يمر عبر المنطقة. ويجتمع السكان كبارا و صغارا على امتداد ضفاف الوادي يراقبون مدى ارتفاع حجم المياه خشية من حدوث تدفق جديد للأوحال. وللإشارة فإن الأوحال قادمة من موقعين يعرفان باسم (تقونيت ليسر) و(اقوني سمدغ) متواجدين بالمكان المسمى (تاموكيلت) يربطهما مسلك بالموقع السياحي لأزرو نثور. وتمتد الأوحال على مسافة 5 كلم انطلاقا من موقع (تاموكيلت) ويبلغ عرض مجرى الوادي 400 م ببعض الأجزاء. ولمواجهة خطر الجبل الذي يهدد ( بالسقوط فوق رؤوسهم) قام سكان القرية بإنشاء شبكة يقظة ومراقبة حقيقية تنشط على مدار 24 ساعة تضم فرقا متناوبة توجد على مستوى ثلاثة مواقع مطلة على القرية. وبمجرد حدوث تدفق للأوحال يتم التبليغ عن الخطر بواسطة هواتف نقالة لحث السكان على الابتعاد عن ضفاف الوادي. وقد تأكدت فعالية هذا النظام بحيث لم يسجل أية خسائر بشرية حسب علمنا الى غاية الساعة. والثلوج رغم كل شيء تصنع الفرحة في باتنة صنعت الثلوج المتساقطة طيلة اليومين الماضيين، الفرجة على طول الطريق الوطني رقم 31 الرابط بين ولايتي باتنة وبسكرة لتجعله صعب المرور. وقد اكتست المناطق الجبلية المتواجدة على حافتيه حلة بيضاء انطلاقا من منطقة مركونة مرورا بتزوكت وثنية الشرشار الواقعة على ارتفاع 1550 متر عن سطح البحر وكذا عين الطين وثنية الرصاص إلى غاية آريس، فيما جعلت الكميات المتساقطة بمنطقتي إيشمول وكيمل الرؤية جد محدودة. ووجد الكثير من مستعملي هذا الطريق الحيوي متعة كبيرة في أخذ صور تذكارية وسط مناظر يحبس جمالها الأنفاس، حيث تزاوج لون الطبيعة الخضراء بحلة الثلوج البيضاء التي رصعت أسطح المنازل الحمراء فجاءت اللوحة في منتهى الجمال. أما حركة مرور المركبات فشهدت حذرا كبيرا على هذا المحور بفعل تساقط الثلوج على الرغم من لجوء المصالح التقنية للبلدية إلى وضع كميات من الملح لتسهيل سير المركبات. وأوضحت مصالح الدرك الوطني بباتنة بعد ظهر اليوم لوأج بأن حركة السير على هذا الطريق تستدعي من السائقين الحيطة والحذر بفعل تساقط الثلوج وخاصة على مستوى ثنية الرصاص وقرية عين الطين بآريس و كذا باتجاه ثنية العابد. وأشارت نفس المصالح أيضا إلى صعوبة المرور على الطريق الوطني رقم 77 الرابط ما بين ولايتي باتنة وسطيف على مستوى قرية تافرنت. وبدت ولاية باتنة في صورة جميلة، حيث اكتست الجبال المحيطة بها حلة بيضاء فيما يشهد وسط المدينة من حين لآخر تساقط متقطع للثلوج والأمطار في جو شديد البرودة، ناهزت فيه درجة الحرارة -حسب ما أفادت به من جهتها مصالح الأرصاد الجوية- درجة واحدة فوق الصفر.