أكد الشيخ يوسف القرضاوي، أحد أبرز علماء السنة في العصر الحديث، ورئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف ليس احتفالا بميلاد الرسول ولكن بميلاد الرسالة أيضا، مؤكدا أن (الثورة المصرية نعمة من الله وسيحاسبنا الله إن ضيَّعناها ومن يشكك فيها فقد طعن في اليقين)، مشددا أن مصر ليس بها آلهة فالجميع يخطيء ويصيب. وشدد القرضاوي -أثناء خطبة اليوم الجمعة من مسجد الأزهر الشريف - أن الصحابة والتابعين لم يحتفلوا بمولده صلى الله عليه وسلم لأنه كان حيا معهم ومواقفه حاضرة أمامهم، وأنه بعد وفاة النبي لابد لنا من أن نحتفل بمولده للتذكير بسيرته العطرة التي وصفها بأعظم دليل على أن محمد رسول الله، داعيا الجميع بقوله (أوصيكم أن تقرؤوها ستتمتعون بها وستجدون فيها ما يشفي صدوركم). وأضاف القرضاوي، الذي ظهرت عليه علامات التعب: (بعض المستشرقين قالوا إن النبي لم يعرف العالمية إلا بعد غزوة أُحد حينما بدأ يرسل إلى كسرى والنجاشي والمقوقس رسالاتٍ يدعوهم فيها إلى الإسلام، وهذا ليس صحيحا لما أثبته القرآن الكريم من آيات تدل على عالمية الإسلام، فهي رسالة غيّر بها محمدٌ العالم كله). وأشاد القرضاوي بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم وشخصيته الشاملة العظيمة، مؤكدا (من حسن الحظ أن النبي محمدا صلى الله عليه وسلم هو الوحيد الذي حُفظت حياته وصفات شخصيته من الرسل، وحياته معروفة منذ الحمل وحتى الوفاة وليس هناك في حياته ما وُضع عليه خط أحمر، حياته مكشوفة تماما للناس لأنها جعلت للتمثل بها والتأسي بها فهو أسوة حسنة لكل ممن يريد الآخرة). وفيما يتعلق بذكرى الثورة المصرية، حذر القرضاوي من ضياعها، مؤكدا أنها (نعمة من أعظم نعم الله علينا ومن يشك في هذا يشك في اليقين، ويجب أن نحمد الله أن هيأ لنا تلك الثورة)، مشيرا أن بعض من يطلق عليهم (فلول) هم مصريون مخلصون وطيبون ولكن تم استغفالهم واستغلالهم استغلالا سيئا، مشيرا أن أولياء الأمور ليسوا آلهة فمصر ليس فيها آلهة وأنصاف آلهة). ودعا القرضاوي الجميع إلى التوحد لاستمرار الثورة وتحقيق أهدافها، فإن الله تعالى سيحاسبنا إن أضعنا الثورة لأنها نعمة من عنده.