تساقطت كمّيات معتبرة من الثلوج ليلة السبت وكذا بداية من الساعات الأولى لنهار أمس الأحد عبر عدد غير قليل من ولايات القطر الوطني، حيث كانت في بعض الأحيان سميكة تسبّبت في قطع عدّة طرقات وعزل عشرات القرى النائية. تسبّبت الثلوج التي تساقط منذ ليلة أوّل أمس على مرتفعات وجبال ولاية تيزي وزو في عزل بعض القرى الواقعة على ارتفاع أزيد من 1000متر، على غرار بعض القرى التابعة لأفني قغران بواضية المتاخمة لجبال جرجرة، إلى جانب قرى إفرحونان وزكري وبني زيكين التي أغلقت الثلوج الطرقات الصغيرة المؤدّية إليها، ما شلّ النشاط في هذه القرى وحرم العمّال والتلاميذ من التوجّه إلى أماكن عملهم ومقاعد دراستهم. حيث أكّدت مصادر محلّية في اتّصال ب (أخبار اليوم) أن الثلوج تساقطت بكثافة ليلة أوّل أمس واستمرّت صبيحة أمس، وقد حاول السكان بمساعدة المصالح البلدية فتح الطرقات المقطوعة، وقد أعدّت البلديات التي تعرف كلّ شتاء عزلها من طرف الثلوج إمكانيات كثيرة من أجل التدخّل الفوري لفتح الطرقات ومنع تراكم الثلوج على ارتفاع يعرقل عملية إزاحتها. كما بقيت الطرقات الوطنية رقم 5 و15 مغلقة منذ التساقط الأوّل للثلوج التي عرفتها ولاية تيزي وزو في كلّ من تيزي نقولال وفج شلاطة وثيروردة بمرتفعات عين الحمّام شرق ولاية تيزي وزو في الطرقات المؤدّية إلى ولايتي بجاية شرقا والبويرة جنوبا. وأفاد المكلّف بالإعلام لدى مديرية الحماية المدنية بولاية تيزي وزو بأن هذه المواقع تبقى مغلقة منذ بداية الشتاء إلى أواخر فصل الربيع. وبقسنطينة بدأت الثلوج في التساقط أمس الأحد حوالي الساعة السادسة صباحا مع تسجيل برودة شديدة طوال الليل، ففي أقلّ من ساعتين اكتست الطرقات والأشجار وأسقف المباني والسيّارات حلّة بيضاء بطبقة يبلغ سمكها عدّة سنتيمترات بوسط مدينة قسنطينة، وكذا بالمدينةالجديدة علي منجلي وبعين السمارة وبجبل الوحش وبكامل محيط المدينة. وقد أجبرت هذه التقلّبات الجوية العديد من التلاميذ على المكوث في المنازل، كما أن حافلات النقل العمومي لم تتمكّن من التحرّك عبر عدّة محاور في انتظار تسخير وسائل إزالة الثلوج من طرف مصالح الولاية عبر جميع الأحياء المعنية. أمّا السيّارات ذات الوزن الخفيف فقد كانت بأعداد كبيرة تتحدّى الثلوج من أجل عبور الطرقات والمنحدرات التي أصبحت زلقة جدّا. وحسب مصلحة الأرصاد الجوية بمطار محمد بوضياف فإن سمك الثلوج بلغ من 5 إلى 10 سنتيمترات، بالخصوص في المناطق التي يزيد علوها عن 600 متر. نفس الوضعية شهدتها ولاية سطيف، حيث أن تساقط الثلوج خصّ منذ فجر الأحد وسط وشمال الولاية. وكالعادة فإن منظر الثلوج أسعد سكان عاصمة الهضاب العليا الذين يرون أنه على الرغم من المضايقات التي قد يسبّبها تساقط الثلوج خصوصا في مجال التنقّلات، إلاّ أنه يشكّل بشرى خير بأن السنة الجارية ستكون خصبة. فالمناطق الشمالية لهذه الولاية على وجه الخصوص (بوعنداس وبوفاعة وبني ورثيلان وجبل مغرس وتكوكة) اكتست رداء أكثر سمكا (ما بين 8 و12 سنتيمترا). وبميلة تمّ تسجيل تساقط للثلوج بأعالي الولاية، حيث أثّر على حركة سير السيّارات بالخصوص عبر شطر من الطريق السيّار شرق-غرب المشلول على مستوى الحدود الإدارية مع ولاية سطيف وعلى الطريق الوطني رقم 79 (ميلة-قسنطينة)، حيث أن الحافلات المتّجهة نحو عاصمة الشرق الجزائري اضطرّت إلى اتّخاذ الطريق الوطني رقم 5 بين وادي العثمانية وسيدي خليفة. وبالتوجّه غربا فإن ولاية برج بوعريريج اكتست هي الأخرى حلّة بيضاء على غرار المناطق الجبلية لخنشلة (شيليا وبوحمامة) وأمّ البواقي وباتنة وسوق أهراس وفالمة. وفي جميع هذه الولايات وضعت المصالح الإدارية وكذا البلديات الوسائل اللاّزمة لفتح الطرق المشلولة، بالإضافة إلى تموين السكان بغاز البوتان وبالمواد الغذائية الضرورية.