تساقطت كميات معتبرة من الثلوج، ليلة السبت وبداية من الساعات الأولى لنهار أمس الأحد، عبر عديد ولايات شرق ووسط البلاد، وكانت في بعض الأحيان سميكة، وتجنبا لانعزال المداشر لاسيما في المناطق الجبلية، شرعت السلطات في إزالة الثلوج، كما عملت على توفير قارورات البوتان لتفادي المشاكل التي عاشها المواطنون الشتاء الماضي. وشهدت عاصمة الشرق الجزائري مع أول ساعات فجر أمس على غرار باقي المدن المجاورة كسطيف وباتنة، تساقطا كثيفا للثلوج. وحسب مصلحة الأرصاد الجوية بمطار محمد بوضياف فإن سمك الثلوج بلغ من 5 إلى 8 سنتيمترات بالخصوص في المناطق التي يزيد علوها عن 600 متر. وتوقعت تواصل تساقط الثلوج خلال 24 ساعة، مع تسجيل برودة شديدة طوال الليل، فمن المتوقع أن تصل الحرارة إلى دون الصفر خلال الليل وحتى نهارا.وأجبرت هذه التقلبات الجوية العديد من التلاميذ على المكوث بالمنازل كما أن حافلات النقل العمومي لم تتمكن من التحرك عبر عدة محاور في انتظار تسخير وسائل إزالة الثلوج. أما السيارات ذات الوزن الخفيف فقد كانت بأعداد كبيرة تتحدى الثلوج من أجل عبور الطرق والمنحدرات التي أصبحت زلقة جدا. وبالرغم من الفرحة بتساقطها إلا أن الثلوج تسببت في عزل العديد من القرى خاصة الواقعة في المرتفعات. وتدخلت وحدات الدرك الوطني لتنظيم حركة المرور وتم تشكيل لجنة متابعة خاصة مكونة من مديريات الحماية المدنية والري والأشغال العمومية، وتسخير جميع إمكانياتها لفتح الطرق وتقديم يد المساعدة لمستعمليها. ووجهت مصالح الأمن الوطني والحماية المدنية نداء عاجلا إلى سائقي المركبات للتحلي بالحيطة والحذر في مثل هذه الظروف المناخية الاستثنائية. وقامت باتخاذ كافة الاحترازات من خلال تجنيدها لكل الإمكانات لإزالة الثلوج عبر عديد الطرقات على غرار الطريق الوطني رقم 47 وكذا مسلك زواغي سليمان زيادة على فتح الطريق السيار شرق-غرب الرابط بين عين السارة أمام حركة المرور. من جهته، أكد مدير الطاقة والمناجم أن مديريته ضبطت كل الإجراءات اللازمة لتوفير قارورات غاز البوتان، ومنذ الساعات الأولى من صباح أمس قامت وبالتنسيق مع مصالح نفطال بتوزيع هذه المادة الحيوية على سكان المناطق النائية. وارتفعت قدرة التعبئة لقارورات البوتان بمركز نفطال ببونوارة إلى 18 ألف قارورة يوميا، حسب ذات المصدر. وجندت نفطال أربع فرق تتوالى على مدار الساعة من أجل استمرارية نشاط التعبئة بغية تشكيل مخزون معتبر يسمح بتلبية سريعة للحاجيات الجديدة التي يحتمل التعبير عنها. نفس الوضعية شهدتها ولاية سطيف، حيث أدت الثلوج المتساقطة بغزارة طوال أمس إلى شل العديد من الطرق الوطنية والولائية وعزلها عن ولايات برج بوعريريج، بجاية، جيجل وميلة، وتسببت في شل حركة المرور وعزل كلي للعشرات من مشاتي الولاية خاصة منها الجبلية. كما تسببت في احتجاز العديد من المسافرين في محطات النقل وعلى طول الطرقات، ولم يتمكن المئات من أصحاب المركبات من العبور بأغلب المحاور كطاكوكة بسبب شلل الطريق الوطني رقم 75، كما تراكمت الثلوج بمنطقة الباز معلنة عن قطع الطريق الوطني رقم 05 الذي يربط سطيفببرج بوعريريج. وبلوريسيا تسببت الثلوج في غلق الطريق الوطني رقم 09 الرابط بين سطيفوبجاية، كما فصلت سطيف عن جيجل في محاور ببني عزيز وبابور عبر الطريق الوطني رقم 77، في حين عزلت المناطق الشمالية الغربية كلية، وعرف جنوب الولاية صورا مماثلة وصعوبة في حركة السير في عدة مناطق و بلغ سمك الثلوج مابين 10 و15 سم وسط المدن فيما وصل إلى غاية 35 و50 سنتيمترا بالمرتفعات الداخلية التي يزيد علوها عن 800 متر على غرار جبال مغرس وبابور وتيكركارت. في حين استقر بجبال بوعنداس وبني ورتيلان في حدود 30 سنتيمترا. وبميلة تم تسجيل تساقط للثلوج بأعالي الولاية حيث أثر على حركة سير السيارات بالخصوص عبر شطر من الطريق السيار شرق-غرب المشلول على مستوى الحدود الإدارية مع ولاية سطيف وعلى الطريق الوطني رقم 79 (ميلة- قسنطينة). وبالتوجه غربا فإن ولاية برج بوعريريج اكتست هي الأخرى حلة بيضاء على غرار المناطق الجبلية لخنشلة (شيليا وبوحمامة) وأم البواقي وباتنة وسوق أهراس وڤالمة. وفي جميع هذه الولايات وضعت المصالح الإدارية وكذا البلديات الوسائل اللازمة لفتح الطرق المشلولة بالإضافة إلى تموين السكان بغاز البوتان وبالمواد الغذائية الضرورية. وفي المدية تساقطت الثلوج منذ الفجر على مستوى بعض محاور الطرق على جزء كبير من الولاية. وشرعت المصالح المختصة في إزالة الثلوج، إذ لوحظ تواجد حوالي 10 كاسحات للثلوج وهي تقوم بدورات على مستوى محاور استراتيجية من الطرقات الوطنية رقم 01 و18 و08 و64 و60 (أ) حيث تم تسجيل "اضطرابات في حركة السير". وتم تجنيد أكبر عدد من كاسحات الثلوج على مستوى محور البرواقية -المدية (الطريق الوطني رقم 1) لاسيما في شقه العابر لفج بن شيكاو والفرنان ومحور تابلاط الحوضين (الطريق الوطني رقم 8) وكذا المحاور الرابطة ما بين سيدي زهار وشلالة العذاورة (الطريق الوطني رقم 18) وبين أولاد عنتر وأولاد هلال (الطريق الوطني رقم 60) وبين عين بوسيف وثلاث دواير بالموازاة مع الطريق الوطني رقم 60 (أ) حيث توجد حركة المرور عرضة لاضطرابات متكررة تستدعي وجود دائم لكاسحات الثلوج منذ بداية الاضطرابات الجوية وفقا للمصدر ذاته.