مع موجة الزكام التي اجتاحت أغلب الأسر راح الكل إلى الاستنجاد بالأعشاب الطبية التي اصطفت على مستوى أغلب الطاولات بمحاذاة الأسواق وراح بعض الشبان إلى الاستثمار فيها بعرضها على الزبائن بالنظر إلى الطلب الواسع عليها في هذه الأيام، خاصة وأن الكل يميل إلى طرق الاستطباب الشعبي في حالة الإصابة بالزكام، وعادة ما يلجأ المريض إلى استعمال عسل النحل ومزجه بالمشروبات الساخنة على غرار التيزانة من دون أن ننسى الأعشاب الطبية التي تبخر بها البيوت على رأسها الكاليتوس كعشبة مضادة للزكام ويكون التداوي عن طريق استنشاق بخورها كونها غير صالحة للشرب على خلاف عشبة التيزانة والزعتر اللتات تصلحان لتحضيرهما كمشروب ساخن ينفع كثيرا لمداواة أعراض الزكام. حتى أن تلك الأعشاب الطبية تستعمل في صناعة الأدوية ويختار البعض استعمالها على طبيعتها كأعشاب طبيعية خاصة وأن بعض التجار راحوا إلى جلب حزم منها وعرضها على الزبائن كونها الفترة الشتوية التي يكثر فيها فيروس الزكام الذي مس مختلف الفئات أطفالا وشبابا وشيوخا، وفتك الحاد منه بحياة البعض، بحيث سجلت وفيات في بعض ولايات الوطن من جراء الزكام الحاد الذي تلزم بعض مراحله وأعراضه القوية من سعال وسيلان مزمن للأنف على دق أبواب العيادات وعدم الاكتفاء بالمهدئات والمشروبات الساخنة في إطار الاستطباب الشعبي الذي يليق بنوبات الزكام الخفيفة وليست الحادة التي توجب الخضوع إلى العلاج الحديث عند طبيب والتزود بمختلف المضادات الحيوية المقاومة للفيروس. إلا أن الإقبال الكبير على تلك الطاولات بات من طرف الكل حتى هناك بعض السيدات من تلجأ إلى استعمال عشبة الكاليتوس وتقوم بتبخير البيت بها حتى قبل زيارة الفيروس لأفراد العائلة لاتقاء دخوله إلى البيت من طرف حامل الفيروس شديد العدوى، خاصة وأن ذلك البخار الذي ينتشر في أرجاء البيت ويستنشقه الأفراد من شأنه أن يترك فيهم بعض القدرة على مقاومة الفيروس دون أن ننسى الاستعمال الواسع لأعشاب أخرى على غرار التيزانة والزعتر كنوعين بات الأطباء ينصحان بشربهما بالنظر إلى منافعهما الكثيرة لاسيما في حالة الزكام. بحيث أن التداوي بالنوعين معا شاع في مجتمعنا منذ أمد بعيد وشاع عن جداتنا استعمالها في العلاج الشعبي، وتحقق نتائج ناجعة بحكم التجربة مما أدى إلى الاستمرار في استعمالهما معا في حالات الزكام وما ساهم على ذلك هو الانتشار الواسع لطاولات عرض شتى أنواع الأعشاب التي يتجمع حولها المواطنون ويستفسرون على كيفية استخدام مختلف الأعشاب خاصة غير المعروفة منها إلا أن الكل يقع اختياره على الأعشاب المعروفة لتجنب بعض الإفرازات السلبية للأعشاب الأخرى التي قد تكون برية ومسمومة. وأكثر الأعشاب طلبا نجد الزعتر إلى جانب التيزانة دون أن ننسى الكاليتوس إضافة إلى بعض الأعشاب الأخرى المستعملة في الطبخ على غرار (الفليو) الذي يحمل هو الآخر عدة منافع بعد إرفاقه ببعض الأطباق الساخنة ويدخل هو الآخر في قائمة الأعشاب المضادة للزكام بالنظر إلى استخداماته المتعددة. بساحة الشهداء شدنا ذلك الالتفاف الواسع للنسوة حول طاولة لبيع الأعشاب وكانت كل واحدة تطلب نوعا من الأعشاب وتفصح عن هول موجة الزكام التي فتكت بكامل الأفراد على مستوى العائلة وألزمتهم الفراش، وكن يتناصحن باستعمال شتى أنواع الأعشاب الشعبية المستعملة في التداوي من الزكام ما أوضحته السيدة زينب التي رأت أنه ليس هناك أحسن من تبخير الكاليتوس بحكم تجربتها وذلك بعد وضعه في الماء حتى بلوغ درجة الغليان وبعد ذلك وجب الحوم به في كافة أرجاء البيت مع غلق كل النوافذ بغية استنشاقه وتلك الطريقة خففت عن أفراد عائلتها شدة الزكام ولم يصابوا إلا بزكام خفيف من دون أن تنسى التلميح لفوائد الزعتر والتيزانة كعشبتين مطلوبتين جدا من طرف الكل للتداوي من أعراض الزكام.