قال نائب وزير الخارجية الروسي جينادي جاتيلوف أمس الأربعاء إن بلاده ترغب في القيام بعمل مشترك مع الولاياتالمتحدة لإخراج سوريا من أزمتها، معربا عن أمله في أن يتخلى الطرف الأمريكي عن شرط (رحيل بشار الأسد). وقال جاتيلوف الذي يزور إيطاليا حاليا في تصريح لوكالة أنباء (نوفوستي) الروسية إن روسيا تتمنى أن يجري وزير الخارجية الأمريكي الجديد جون كيري تغييرات (إيجابية) على السياسة الأمريكية تجاه سوريا. وأعرب جاتيلوف عن أمله في أن يتغير موقف الولاياتالمتحدة إزاء الوضع السوري الى موقف (إيجابي) يتيح لها أن تقوم (بعمل مشترك) مع روسيا. وشدد على أن روسيا تواصل الاتصالات مع الولاياتالمتحدة بشأن التعامل مع الأزمة السورية، مضيفا أنه لا يستطيع أن يقول إن الاتصالات ستتيح (الوصول إلى عمل مشترك ولكننا سنسعى إلى ذلك). وأضاف (ولكي تكون الاتصالات مثمرة يجب على الطرف الأمريكي ألا يضع شروطا مثل رحيل الرئيس السوري بشار الأسد قبل بدء أي تحاور). على الصعيد الإنساني، أعلن برنامج الغذاء العالمي أمس الأربعاء أنه سيوسع نطاق مساعدته الغذائية المقدمة في سوريا بزيادة نحو مليون شخص للتخفيف من حدة المعاناة التي يواجهها السوريون بسبب الأحداث التي تعيشها بلادهم. وقالت المتحدثة باسم البرنامج اليزابيث بيرز في تصريح للصحافة (نأمل في شهر فيفري الحالي أن نوسع نطاق المساعدات ليشمل مليونا وخمسة وسبعين ألف شخص). وأضافت (ونرفع هذا العدد بالتدريج لنتمكن من الوصول الى مليوني محتاج في مارس القادم، ثم مليونين ونصف المليون في أفريل المقبل). وقد حذرت الأممالمتحدة من تدهور أوضاع السوريين جراء الأحداث التي تشهدها البلاد فضلا عن النزوح واللجوء الى بلدان الجوار بشكل يومي. وأوضحت المتحدثة باسم برنامج الغذاء العالمي داخل سوريا عفراء نوح أن المنظمة العالمية تواجه صعوبات وتحديات في إيصال المساعدات. ميدانياً، استهدف تفجير انتحاري بسيارة مفخخة صباح أمس الأربعاء مقرا أمنيا في مدينة تدمر الأثرية وسط سوريا ما أسفر عن سقوط عدد من القتلى وإصابة آخرين، حسبما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وذكر المرصد في بيان (هز انفجار شديد مدينة تدمر صباح اليوم (أمس الأربعاء) تبين أنه ناجم عن استهداف فرع المخابرات العسكرية وفرع أمن الدولة في المدينة). وأوضح المرصد أن (المعلومات الأولية تفيد عن أن الانفجار ناجمٌ عن تفجير رجل سيارة مفخخة) لافتا الى انتشار عسكري وأمني عقب الانفجار في المدينة. وأشار المرصد الذي يعتمد في عمله على شبكة من الناشطين والأطباء في عدد من المدن السورية إلى (سقوط قتلى وجرحى في صفوف المخابرات) دون أن يتمكن من تحديد عددهم. ودارت اشتباكات عنيفة بين القوات السورية ومقاتلين معارضين من عدة كتائب في منطقة العامرية في هذه المدينة الأثرية التي يؤمها السياح من شتى أنحاء العالم والملقبة ب (عروس الصحراء). وتتوالى العمليات الانتحارية في سوريا بعد أن تحولت الحركة الاحتجاجية المستمرة منذ مارس 2011 ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد من سلمية الى نزاع مسلح. وتبنت هذه التفجيرات عدة مجموعات جهادية متطرفة وعلى رأسها (جبهة النصرة) التي أدرجتها واشنطن على لائحة المجموعات الإرهابية.