هناك في وطني تشابه قاتل ومميت، أصبحت أيامنا تتآكل مثل أوراق الخريف، وحياتنا تمتلئ بالتحسر والتألم والشعور بالغبن وباليتم يلازمنا، نضحك من هزائمنا، نضحك من تخلفنا، نضحك من أوجاعنا، نضحك من انكسارنا، نضحك من كل شيء، نضحك ممن يضحك علينا.، هذا الشعب العظيم ألا يستحق أن يضحك ضحكة المنتصر فالحلم الذي كان لم يصبح واقعا ونحن مدينون لذكريات مؤلمة ومزعجة ومفرحة في نفس الوقت، مدينون لتاريخ كبير حمله أجدادنا وآباؤنا، مدينون لرياضة ولدت من رحم المعاناة، مدينون لعالم شهد لنا ذات يوم بقدرتنا وكفاءتنا ومهارتنا، فأصبحنا نلوك الذكرى ونعلقها لوحة على جداريات شوارعنا المزدحمة بالنكسات.. لم يعد للكلام حاضنة دافئة، ولم تعد صرخاتنا تجد الصدى، فجراحنا ضخمة ومصيرها التعفن، فلم تعالج كجراح مفتوحة، لقد قهرنا أنفسنا ولم يقهرنا الزمن، كم من مرة دخلنا الحياة ثم أصبحنا على سطحها، ونركض لنعايش التجارب المستوردة ومنتهية الصلاحية..لم يعد لنا تميزا ولا تواجدا ولا تصدرا، حين أبحث في أرشيف بلادي مترامية الأطراف والمتنوعة والغنية يخيّل لي هذه أمريكا ولكنها أمريكا متخلفة، حين أبحث في أرشيف بلادي في ماضيها أجد الكثير من النجوم المتلألئة في فترات من الزمن أسعدتنا فعلا..رشيد مخلوفي، كلام، لالماس، بتروني، دراوي، بلومي، بوعلام رحوي، لوصيف حماني، عبد القادر ولد مخلوفي، موسى محمد، مرسلي، بولمرقة، نورية بنيدة مراح، بن جميل، دوبالة وبن مغسولة أسماء وفرق تلألأت وولدت من رحم المعاناة، وسجلت تواجدها وأعطت من قلبها وحبها الكبير لهذا الوطن، بساطة هؤلاء نسجت حكايا جميلة ظلت تتزين بها سماء الجزائر، ونفحاتها تعطر جوها وسطعت بالجزائر نحو العالمية، فلا تلوموني إذا كنت أنا الماضي المزهر وغارس البسمة لكم، مهما كان الجحود والإنكار ومهما كان القفز على إنجازاتي والتنكر لها، فاسألوا الأرشيف والتاريخ سيجيبكم، نعم ستقولون إلى المتحف ولكن ستدخلون هذا المتحف وأنتم العرايا والعاطلين والمنهزمين والحزن يدميكم والفراغ يحتويكم.. فالشرف الرياضي أكلتموه ولبستموه مادة ودنانير ودولارات وحولتم الرياضة إلى بكاء وعويل، أنا الماضي ولا فخر..فيا أيها العازفون على أوتار الهزيمة حطمتم الحاضر وسخرتم من الماضي فأيّ درب تقطعون؟ كرتنا ورياضتنا، نحن انتهينا فهاتوا لنا لنغرف.. فهذا الماضي مهما حاولتم تقزيمه فهو مازال الرقم الصعب في فقركم وجوعكم وحرمانكم، فلا تبكوا مجدا أضعتموه بخذلانكم وعجزكم...إلى حين... اللهم لا شماتة...ولكن في القلب غصة.. العضو: ابن الصحراء