إستقبل مساء أول أمس، الاثنين العداء الاولمبي الجزائري توفيق مخلوفي بمطار هواري بومدين الدولي، استقبال الابطال، بعد إهدائه الجزائر والعرب الميدالية الذهبية في سباق 1500 م للألعاب الاولمبية 2012 التي اختتمت الجمعة الماضية. وكان في استقبال البطل الجزائري مخلوفي، وزير الشباب والرياضة، الهاشمي جيار، ووالديه ورجال الاعلام العرب والاجانب وكذا جمع غفير من الشباب و الاطفال حاملين للعلم الوطني ومرددين شعارات وهتافات تمجد التتويج الذي عاد به ابن الجزائر من بلاد الضباب لندن. كما تواجد العديد من الرياضيين الجزائريين أيضا الذين كانوا في استقبال الوفد الجزائري، يتقدمهم سعيد غرني جبير الفائز بالميدالية البرونزية في سباق 800 متر في أولمبياد سيدني 2000، وعبد الرحمان حماد الحائز هو الآخر على برونزية القفز العالي في نفس السنة، دون نسيان صاحبة آخر ذهبية للجزائر في هذا التخصص، نورية بنيدة مراح. حضور إعلامي محلّي وأجنبي مكثف كان الحضور الإعلامي كبيرا جدا، والجميع كان يريد الظفر ببعض الحصريات من الرياضيين الذين شاركوا في الأولمبياد خاصة توفيق مخلوفي، الذي كان المطلوب الأول، كما أن العديد من القنوات العربية كانت حاضرة لتغطية هذا الحدث والظفر هيا الأخرى ببعض التصريحات من بطل الجزائر والعرب توفيق مخلوفي. التقى والدته بالأحضان باكيا بكى مخلوفي بحرقة عند التقائه بوالدته التي أخذته بالأحضان، وهي تقبّله بحرارة كبيرة على مرأى من الجمع الغفير الذي كان حاضرا، حيث راحت تقبّله بكل شوق على صدره، خاصة واأها حرمت رفقة بقية أفراد عائلته من رؤيته لمدة 7 أشهر، بما كان يحضر بجدية من أجل التتويج بهذه الميدالية التي أعادته مرفوع الرأس إلى عائلته. وبعدها غادر مخلوفي الذي كان على متن سيارة فخمة مكشوفة المطار أمام الصعوبات الجمة التي واجهها رجال الأمن في إفساح الطريق و المسلك المؤدي الى وسط الجزائر العاصمة. وتصدرت سيارة البطل الأولمبي كوكبة من المركبات الأخرى انطلقت من مطار هواري بومدين، وهي تطلق العنان لأبواقها فرحا بصاحب ميدالية 1500م في اولمبياد لندن مرورا بباب الزوار والطريق المواجه للبحر المؤدي الى الجزائر العاصمة حتى ساحة الشهداء. جولة بشوراع العاصمة ... زغاريد، والبطل بدا غير مصدّق لما يحدث وهكذا، كانت لمخلوفي جولة شرفية بالشوارع الكبيرة للجزائر العاصمة بدءا بساحة الشهداء وساحة بور سعيد (السكوار)،والبريد المركزي وديدوش مراد، ثم حسيبة بن بوعلي وأخيرا ساحة أول ماي. وفي كل مرة كان يقف برهة بالسيارة التي كان يرافقه بداخلها والديه ليتبادل أطراف الحديث مع عشرات المواطنين ويلتقط صورا معهم ويجري حوارات مع الصحفيين. كما اصطف المارة والعائلات التي كانت بصدد التجول والتسوق بهاته الشوارع على الأرصفة لتحية البطل الأولمبي، بينما تعالت زغاريد النسوة والفتيات في الشوارع وعلى شرفات منازل العمارات بذات الشوارع، بينما بدا على ابن سوق سوق أهراس، نوع من التعب والخجل وسط ما كل ما كان يحدث، خاصة وأنه غير متعود تماما على الأضواء والشهرة. مخلوفي:" هذا أغلى ما يمكنني اهداءؤه لوطني وكل العرب" ولدى وصوله الى أرض الوطن صرح البطل الأولمبي: "الفوز الغالي ماكان ليعلي علم الجزائر ويرفرف في سماء لندن وإسماع النشيد الوطني للقاصي والداني من المتفرجين الاجانب، لولا مثابرته واجتهاده لأكثر من سبعة أشهر"، مشيرا إلى أنه: "يهدي هذه الميدالية الى الشعب الجزائري الذي احتفل بالذكرى ال50 لاسترجاع السيادة الوطنية". وأضاف ابن مدينة سوق اهراس، والدموع تنهمر من عينيه وبصوت باهت يخفي الكثير عن حبه لوطنه الجزائر و كذا الجماهير الغفيرة التي جاءت من كل حدب وصوب لتحييه وتشكره على إنجازه الباهر،: "هذا أغلى ما يمكن أن أهديه لوطني الذي ضحّى من أجله الشهداء وكذا للعرب كلهم". نورية بنيدة مراح: "مخلوفي مفخرة" من جانبها، عبرت البطلة الاولمبية ( 1500م) بسيدني سنة 2000، نورية بنيدة مراح -التي كانت من ضمن الوفد الاخير بلندن الذي حل بارض الوطن- ، عن فخرها وفخر الجزائر بالإنجاز الذي حققه مخلوفي 12 سنة بعد ميدالية حسيبة بولمرقة ونور الدين مورسلي بسيدني:"هذه مفخرة لالعاب القوى الجزائرية، اشكر جزيل الشكر مخلوفي الذي مثل الجزائر أحسن تمثيل في الوقت الذي عادت فيه الرياضات الاخرى خاوية الوفاض"، مشيرة الى ان الجزائر حصدت اربع ميداليات اولمبية في ملكة السباقات 1500 م منذ بدء الاولمبياد". الوزير جيار يشيد بالبطل الأولمبي ويعتبر إنجازه لا يقدّر بثمن وكان وزير الشباب والرياضة الهاشمي جيار قد أشاد بمطار هواري بومدين عند استقباله للبطل الاولمبي، بهذا العداء الفذ الذي قدم للجزائر وشعبها هديه لاتقدر بثمن -مؤكدا- أنه مثال ينبغي على رياضيي النخبة الاقتداء به، كما أن هذا الإنجاز رسالة واضحة للعمل الدؤوب والإجتهاد المتواصل الذي كلل بالنجاح، وعلى الرياضيين الآخرين انتهاجه لتشريف بلدهم، كما قال. للتذكير توّج توفيق مخلوفي بطلا أولمبياد في مسافة 1500 متر بتحقيقه في النهائي بلندن وقت قدره 3 د و 34 ث و 100/08. وتقدم على الامريكي ليونيل مانزانو في المرتبة الثانية ب3 د و 34 ث و 100/79 وعلى المغربي عبد العاطي ايغيدار في المربتة الثالثة ب 3 د و 35 ث و 100/13. رياض بن مهدي