استقبل أول أمس، البطل الجزائري، توفيق مخلوفي، على طريقة الكبار لدى عودته إلى أرض الوطن قادما من لندن، تحت حراسة أمنية مشددة، حيث كان في استقباله بمطار هواري بومدين الدولي، وزير الشباب والرياضة، الهاشمي جيار، والعديد من الأسماء الرياضية، إلى جانب عائلته التي أبى أفرادها إلا أن يشاركوا ابنها الفرحة الكبيرة، وفي مقدمتهم الأب يونس، والأم الحاجة خديجة، كما حضر عدد كبير من رجال الإعلام. الوزير جيار يهدي مخلوفي كتابا حول “مسيرته” أشاد وزير الشباب والرياضة، الهاشمي جيار، عند وصول البطل مخلوفي، بالإنجاز الذي حققه العداء، الذي تألق ورفع الراية الجزائرية في سماء لندن، بعد أن منح للجزائر ميدالية ذهبية، وفي هذا السياق قال جيار، أن الإنجاز المحقق يعتبر في نفس الوقت رسالة إلى باقي الرياضيين، الذين يجب عليهم الاقتداء بمخلوفي، الذي بفضل الإرادة والعزيمة، تمكن من إهداء الشعب الجزائري أغلى شيء، وهو رفع الرياضة الجزائرية في المحافل الرياضية الدولية، وقد أهدى جيار لمخلوفي كتابا فيه مسيرة العداء تم إنجازه في وقت وجيز، وهذا ما أسعد مخلوفي كثيرا. مخلوفي: “لو علمت بمثل هذا الاستقبال لحققت الإنجاز من قبل” عند وصوله أرضية المطار، صرح مخلوفي لرجال الإعلام الحاضرين بالمكان بما يلي “كان من واجبي أن أرفع الراية الجزائرية في سماء لندن وإسماع النشيد الوطني لكل الحاضرين في هذا الحفل”، كما أضاف أنه يهدي هذا الفوز إلى كل الشعب الجزائري الذي ضحى من أجله الشهداء، وكذا الأمة العربية جمعاء، كما أضاف “أنا جد سعيد بهذا الاستقبال ولم أكن أتوقع أنني سأحظى بهذا الشرف، ولو علمت أنني أجزى بهذه الطريقة لحققت الإنجاز من قبل”. سيارة فخمة مفتوحة ليجوب بها شوارع العاصمة بعد تصريحه لوسائل الإعلام، غادر مخلوفي والوفد المرافق له، مطار هواري بومدين، على متن سيارة فخمة مكشوفة أمام حشد كبير من المتواجدين، ما صعب المهمة على رجال الأمن لضمان خروج السيارة باتجاه وسط العاصمة، وقد اتجه الموكب السيار إلى الجزائر الوسطى مرورا بحي باب الزوار وحي الموز إلى ساحة الشهداء، وتوقفت السيارة في العديد من الأحياء لأخذ صور تذكارية مع المواطنين. رجال الإعلام عاشوا الجحيم هذا، وقد مر المسيرون الذين كلفوا بالوقوف على كل كبيرة وصغيرة بما يتعلق باستقبال الوفد، جانبا، ولم يسهلوا من مهمة رجال الإعلام، الذين عانوا الويلات جراء سوء التسيير، كما أن العداء مخلوفي، لم يسلم من هذا التنظيم الرديء لرجال الأمن، الذين لم يعرفوا كيف يسيرون هذا الحدث الكبير، ففي العديد من المرات كادت الأمور أن تنقلب على عقبها. رجال الإعلام العرب أشادوا بالإنجاز اعتبرت وسائل الإعلام العربية المختلفة، والتي كانت حاضرة بمطار هواري بومدين، أول أمس، خلال استقبال وصول الوفد الجزائري إلى أرض الوطن، أن هذا اليوم يعد تاريخيا للجزائر والعرب، وصب قولهم في هذا السياق “نحن كعرب أصبح لنا بطل يمثل كل الشعوب العربية بفضل هذا الفوز التاريخي، فوز مخلوفي جعله يتوج ملكا للجزائر ولنا نحن كل الشعب العربي”. نورية بنيدة مراح: “ما أنجزه مخلوفي تكملة لأبطال سابقين” عبرت البطلة الأولمبية بسيدني 2000، نورية بنيدة مراح، والتي كانت رفقة الوفد القادم من لندن، والذي وصل يوم أول أمس للجزائر، قائلة “صدقوني أنا جد سعيدة بهذا التتويج، رغم أنني عبرت عن فرحتي أثناء السباق، لكني مازلت أقاسم الجميع الفرحة التي لا حدود لها بهذا التتويج، الذي أصبح بمثابة تكملة لما عمله رواد 1500م الجزائرية، على غرار تتويجي وتتويج كل من بولمرقة والعداء نورالدين مرسلي”، كما أضافت “أنا على يقين أن كل جزائري يحمل الألوان الجزائرية يمكنه أن ينجز ما فعله البطل توفيق”، وفي آخر كلامها هنأت الشعب الجزائري على هذا التتويج وتمنت للجميع عيدا سعيدا. كمال سماتي: “كنا نجمع الأموال حتى يشارك مخلوفي في السباقات” عن الصعوبات والأيام القاسية التي كان يمر بها بطل الجزائر، توفيق مخلوفي، أدلى لنا سماتي كمال، رئيس الحماية المدنية، الفريق الذي كان يتدرب له توفيق، فصرح قائلا “أن التتويج الذي جعل توفيق بطل الجزائر في سباق 1500 متر لم يأت كهدية، بل هذا الفوز جاء نتيجة تضحية وعمل جعلنا في العديد من الأحيان نتطرق إلى جمع المال حتى يتسنى لتوفيق المشاركة في السباقات، لأنه كان عرضة للتهميش من طرف المسؤولين”، وفي ذات السياق أضاف كمال “لقد كنا على يقين بأنه سيأتي اليوم الذي يكرم فيه على كل التضحيات، وكما كان منتظرا، جاءت الساعة التي كنا نحن نؤمن بها والفوز الكبير الذي جعل منه بطلا”. رجيمي علي (أول مدرب للعداء): “من أول وهلة أدركت أن مخلوفي سيصبح بطلا” قال رجيمي علي، المدرب الأول للبطل الجزائري، في حديثه عن مشوار بطل الجزائر مخلوفي، خاصة وأن رجيمي كان يشرف على العداء مع فريق الحماية المدنية لمدينة سوق أهراس، قال “العداء مخلوفي أظهر منذ البداية أن له مستقبلا زاهرا”، وأضاف رجيمي “هذا ما جعلنا نتمسك به ونمد له يد المساعدة”، كما واصل المدرب “حقيقة لم أؤمن بما كنت أشاهده خلال السباق النهائي من أن العداء الذي كان يترأس كوكبة خيرة العدائين على المستوى العالمي، كان أحد تلامذتي وابن سوق أهراس، والفضل كله يرجع إلى كل العائلة التي صبرت على كل المتاعب التي عاشها البطل مخلوفي والتي أتت بثمارها والحمد لله”. والد مخلوفي: “توفيق حرم من جده من أجل رفع الراية الوطنية” أوضح لنا يونس، والد البطل الجزائري في حفل استقبال الوفد، قائلا “ابني حقق تتويجا ثمينا، لكن يجب أن يدرك الجميع أن طول المدة التي جعلت توفيق يغيب، هي المدة التي فقد فيها أقرب الناس إليه، وهو جده، الذي كان متمسكا به كثيرا، ولكن حرمان الجد عوض بالفوز العريض الذي جعله من خيرة العدائين على المستوى العالمي”، وأضاف “أتمنى المزيد من الألقاب والتتويجات والنتائج الإيجابية في مشواره الرياضي”. والدة العداء: “لم أشاهد السباق الذي توج فيه ابني بطلا” أما فيما يخص الأم شهناد خديجة، فقالت بدورها مايلي: “الحمد لله على هذا التتويج، الذي سمح لولدي أن يكون ضمن هذا العرس الكبير، ويصبح اسمه من العداءين المشهورين على الساحة الرياضية”، كما أضافت “كنت أدعو له في كل لحظة وغيابه كان يؤثر علي كثيرا خاصة عند وفاة جده”، وعن رأيها في السباق النهائي، قالت “لم أشاهد أي سباق من سباقاته، حتى اللحظة التي قدم فيها رجال الإعلام وأخبروني أن ولدي فاز بالميدالية الذهبية ومنها عمت الفرحة كل العائلة ومدينة سوق أهراس”. وحيد: “ابن عمي مفخرة للعائلة ولمدينة سوق أهراس” صرح وحيد، ابن عم البطل الجزائري قائلا “توفيق أصبح بطلا عالميا بفضل عمل سبعة أشهر غاب فيها عن العائلة والأحباب، هذه المدة والتي بفضل كل المجهودات استطاع أن يهدي الجزائر ميدالية ذهبية تضاف إلى رصيدها مثل ما فعله نور الدين مرسلي وحسيبة بولمرقة”. صبرينة (أخت العداء): “التتويج سيفتح له أبوابا أخرى” قالت الأخت المدللة للبطل الجزائري، مخلوفي صبرينة، التي تدرس في الصف النهائي “فوز أخي كان كبيرا، حقيقة لم نكن نتوقع هذا التتويج الذي جعل اسم مخلوفي على لسان كل جزائري، وهذا شيء عظيم، الجزائر كلها تفتخر وتعتز بهذا الفوز، الذي جعل الجزائر من أكثر البلدان العربية تتويجا، حيث أصبح اسمه يروج في كامل الصحف الدولية”، وعن حادثة صحيفة التلغراف البريطانية والنشيد الوطني أضافت “أخي استطاع وبفضل الله أن يعلي الراية الوطنية في الملعب الأولمبي ويسمع بذلك النشيد الوطني رغم كل ما قيل”.