يعيش سكان العناترية ببلدية المصدق بالشلف حياة العزلة والتهميش المفروضة عليهم من طرف السلطات المحلية التي تتمادى في حرمانهم من أبسط الضروريات، حيث تطبع يومياتهم مظاهر الترييف والبدائية، ولا يعرف المسؤولون مواقع أحياء هذه المنطقة المعزولة إلا في موعد الانتخابات التشريعية حيث يتسارعون لأخذ أصواتهم دون أن يتدخلون بعد ذلك للوقوف على حجم المعاناة اليومية وحل ولو جزء من جملة المشاكل التي يتخبط فيها هؤلاء جراء انعدام وافتقاد أدنى الضروريات ومتطلبات الحياة الكريمة، ابتداءً من تعبيد الطرقات والتي تعتبر عبارة عن مسالك ترابية تتحول في فصل الشتاء إلى أوحال وصيفا إلى غبار حيث يصعب التنقل بها حتى على الراجلين. أما المركبات فليس لها نصيب لدخول الحي بسبب طبيعة المسالك الداخلية الوعرة، أما عن غاز المدينة فهو أحد الأحلام التي لا تتحقق حسبهم ، ورغم الطلبات العديدة إلا أنها كانت في مهب الريح إضافة إلى النقائص والمشاكل الأخرى التي يعانون منها على مستوى الحي منذ عدة سنوات، فالمتجول بهذه المنطقة للوهلة الأولى يشد انتباهه حجم المعاناة اليومية والحالة الكارثية التي يعيشها هؤلاء السكان، حيث لازالت مظاهر الحياة البدائية والتقليدية تلازمهم في الوقت الذي ركبت فيه مناطق أخرى ركب الحضارة والتكنولوجيا، أما هذه الأخيرة لم تحظ حتى بأبسط الضروريات على غرار الماء والطريق وغيرها من الحقوق الشرعية، ويظهر لك ذلك من خلال النقص الفادح في المشاريع التنموية كغياب غاز المدينة وضروريات أخرى وهذا ما أثار قلق وسخط السكان من السلطات التي أدارت ظهرها لمطالبهم ولم تول أدنى اهتمام لانشغالاتهم رغم الصحوة التنموية التي مست كل المدن والقرى الداخلية، إلا أنه حسب تعبيرهم حيهم بقي خارج اهتمام المسؤولين وظل في طي النسيان إلى غاية كتابة هذه الأسطر. وقد عبر سكان هذا الحي ل(أخبار اليوم) عن تخوفهم من استمرار السلطات في تهميشهم ضاربة معاناتهم اليومية عرض الحائط وأن تستمر الوضعية التي يتخبطون فيها كالسنوات السابقة سيما في فصل الصيف، حيث يحتاج المواطن إلى أهم عنصر في الحياة وهو الماء الذي يكثر عليه الطلب، أين يزداد الوضع سوءاً في ظل عدم توفره حيث تبدأ معاناة المواطن في الركض وراء الصهاريج للحصول على برميل ماء بمبلغ 70 دج فسكان هذا الحي محرومون من أدنى الضروريات للعيش الكريم كباقي المواطنين الجزائريين، وفي هذا السياق قال أحد المواطنين (إننا نضطر إلى قطع مسافات طويلة لاقتناء قارورات غاز البوتان التي أثقلت كاهلنا، والمجهود العضلي المبذول في جر وحمل القارورات سالكين بذلك طرقات مهترئة ولا تصلح حتى لسير الحيوانات هذا من جهة، وغياب الإنارة العمومية من جهة أخرى جعلنا نعيش في ظلام دامس وخوف شديد من الاعتداءات والسرقات التي تحدث بالمنطقة المعزولة والبعيدة عن اهتمامات السلطات المحلية-والولائية على حد تعبيرهم. وأمام هذه الأوضاع البدائية والعزلة يطالب سكان منطقة العناترية بالمصدق بحقهم الشرعي في المشاريع التنموية والتدخل الفوري والعاجل من أجل انتشالهم من هذه العزلة القاتلة والحرمان ومعاناتهم اليومية التي تزداد تدهورا يوما بعد يوم. وفي الأخير يستغيث هؤلاء السكان بالسلطات العليا في البلاد وعلى رأس مطالبهم الغاز الطبيعي وتعبيد الطرقات والمرافق الضرورية التي من شأنها أن تفك عنهم العزلة والتهميش.