يعاني سكان مزرعة حي خليفة ببلدية أحمر العين بتيبازة من التهميش واللامبالاة من طرف السلطات المحلية في ظل انعدام أبسط ضروريات الحياة الطبيعية، حيث يفتقر الحي الذي يضم أكثر من 200 عائلة إلى المرافق التنموية الضرورية كالمدرسة والغاز الطبيعي والمركز الصحي وغيرها من المرافق، وحسب السكان رغم الوعود التي تلقوها من طرف ذات الجهات الوصية بإدراج مشاريع تنموية بالحي إلا أنها بقيت مجرد شعارات (يرددها المسؤولون على مسامعنا كلما توجهنا للشكوى). والهاجس الأساسي الذي يعاني منه هؤلاء السكان أن أطفالهم يعانون جراء غياب المدرسة، الأمر الذي يجعلهم يقطعون مسافة 4 كيلومتر ذهاباً ومثلها إياباً وسط المسالك الترابية والمزارع لبلوغ مقاعد الدراسة الأمر الذي أثر سلبا على مستواهم الدراسي خصوصا في الأيام الممطرة، إلى جانب معاناة السكان مع افتقادهم إلى أبسط الضروريات، وفي حديثهم عن معاناتهم جراء هذا التهميش والعزلة التي يتخبطون فيها في الحي أبدى هؤلاء السكان تذمرهم إزاء سياسة التجاهل التي تنتهجها السلطات الوصية اتجاه جملة المشاكل التي يواجهونها منذ سنوات دون أن تعرف أي جديد إلى يومنا هذا. وحسب السكان فإنهم كلما رفعوا شكوى تكتفي هذه الأخيرة بالوعود التي لم تتحقق أبدا، والأمر الذي زاد من قلقهم واستيائهم هو تعرض أطفالهم لمخاطر الطريق التي يجبرون على قطعها يوميا للالتحاق بمقاعد الدراسة، خصوصا أنه وحسب ما ذكره هؤلاء السكان أن الأطفال يقطعون مسافات طويلة عبر طريق خالية خاصة المؤدية إلى مزرعة 5 شهداء، ويعرضون بذلك أنفسهم لمخاطر الاعتداءات والسرقات من طرف الشبان المنحرفين، والتي يكون ضحيتها هؤلاء الأطفال الذين يتخوفون في كل مرة يجبرون على السير فيها خصوصا في فصل الشتاء، حيث يضطرون للخروج باكرا من منازلهم من أجل أن يلتحقوا بمدارسهم دون تأخر، وحسب شهادة هؤلاء فإن هذه المخاطر والمخاوف تؤثر سلبا على مستوى تحصيلهم المدرسي. وما زاد من معاناة هؤلاء وتعرضهم لمخاطر الطريق والاعتداءات هو عدم استفادة أطفال المنطقة من النقل المدرسي، مما يجبر هؤلاء على تدبر أمرهم من أجل التنقل إلى مدارسهم بالأحياء المجاورة، وما زاد الطين بلة هو تلك الأوحال والبرك التي تميز الحي بسبب عدم تعبيد الطريق مما عرقل الحركة داخل الحي، وتعذر على أصحاب سيارات (الكلوندستان) دخوله لنقل المسافرين أو المتمدرسين مما جعل هؤلاء السكان يتخبطون يوميا لقطع مسافة من الحي إلى المقصد المذكور من أجل الذهاب إلى العمل أو الدراسة، إنها فعلا ظروف مزرية وكارثية وقفت عليها (أخبار اليوم) أثناء تنقلها. ولم ينحصر المشكل عند هذا الحد، بل هناك أيضا مشكل الإنارة العمومية التي باتت هاجسا أرهق السكان الذين أعربوا عن تذمرهم الشديد من اللامبالاة من طرف المسؤولين ضاربين مشاكلهم اليومية عرض الحائط. وفي ذات السياق أكد لنا أحد القاطنين بالحي أن الأعمدة الكهربائية متوفرة إلا أن التذبذب في الإنارة وانقطاعاتها المتكررة يوميا خصوصا في الشتاء انجر عنه التسبب في عدة اعتداءات والسطو على المنازل بسبب الظلام الحالك والعزلة المضروبة التي يتميز بها الحي، ولم نكن نتخيل أن نجد واقع سكان يعيشون ذلك التهميش والحقرة في ظل انعدام أدنى متطلبات الحياة الطبيعية كباقي الأحياء، إنه فعلا واقع مر يصارعه هؤلاء الأبرياء خاصة الأطفال الذين يدفعون الثمن غاليا وأقل ما يقال عن هذا الحي إنه يعيش تحت وطأة الحياة البدائية وهو لا يفصله عن مقر البلدية الكثير. وبتذمر وغضب شديدين رفع هؤلاء السكان مطالبهم عبر صفحاتنا إلى السلطات المحلية من أجل الالتفات إلى معاناتهم والحد منها من خلال الشروع الفعلي في إدماج حيهم ضمن المشاريع التنموية وعلى رأسها بناء مدرسة في أقرب الآجال لأهميتهما بالحي، كما ناشد هؤلاء السلطات ضرورة توفير النقل المدرسي في انتظار تجسيد مشروع بناء مدرسة بالحي، الذي من شأنه أن ينهي مخاطر الطرق التي يتعرض لها هؤلاء الأطفال وختموا حديثهم بأنهم ينتظرون بشغف استلام المنتخب الجديد مهامه وأن يلتزم بواجباته اتجاه المواطنين وحل مشاكلهم.