احتجاجاً على بعض الأحكام قضاة يتعرّضون للشتم والاهانات يكون النطق بالأحكام النهائية للمسجونين شديد الوقع ليس فقط عليهم بل حتى على أوليائهم وتصاحبه حالات من الهستيريا والنواح والعويل والإغماء ويتحول بهو المحاكم إلى قاعات للإنعاش خاصة وان تقييد حرية الشخص ليس من السهل سماعها من طرف الوالدين والإخوة والأخوات وكل عائلة المتهمين وتنقلب لحظات النطق بالأحكام بالسلب على الهيئة القضائية التي باتت تتعرض إلى أسوء المعاملات والكلام القاسي والجارح أمام مرأى ومسمع الحاضرين في قاعة المحكمة. نسيمة خباجة صارت اغلب قاعات الجلسات تكتظ بالحضور من أهل المتهمين وأصدقائهم ومعارفهم خصوصا في الجلسة الأخيرة التي تتعلق بسماع الأحكام خاصة وأنها تحسم مصير المتهمين وتكون الأحكام أما بالبراءة او السجن النافذ ويكون سماع ذاك الاخير شديد الوقع على المتهمين وذويهم خصوصا اذا طالت المدة بحيث يتم الاعتداء على القضاة بالسب والشتم والكلام الجارح من طرف المتهمين او عائلاتهم الامر الذي لزم تدخل عناصر الامن للتحكم في الامور ذلك ما شهدته اروقة المحاكم من عينات وصارت سيناريوهات متكررة كل يوم بما يمس وقارها وهيبتها. هذا ما عاشه مؤخرا مجلس قضاء العاصمة بحيث تعرضت القاضية على مستوى الجلسة التي كانت تشرف عليها الى اسوء معاملة من طرف عائلة المتهمين وكادت ان تتعرض الى الضرب لولا تدخل عناصر الامن الحاضرين في كل مرة بقاعة الجلسات لحفظ نظامها بحيث وبعد نطق القتاضية بالحكم النهائي والذي قضى بالسجن لمدة عشر سنوات على المتورطين في قضية سرقة مجوهرات ثمينة شرع اولياء بعض المتهمين في سب وشتم القاضية ومحاولة ضربها واتهامها باستغلال النفوذ فما كان على عناصر الامن الا توقيفهم خاصة وانهم تمادوا حدودهم وتم القبض على بعض النسوة وقيادتهن الى سجن الحراش بتهمة القذف والسب بحق هيئة نظامية. كما تعرض قاض اخر على مستوى محكمة الحراش لمعاملة مهينة، اذ وبعد النطق بالحكم دخلت ام المتهم في حالة هستيرية افقدتها وعيها والسيطرة على افعالها وراحت تسقط اللائمة على القاضي الذي حكم بسجن ابنها لخمس سنوات بسبب ثبوت ضلوعه في قضية مخدرات وبعد تدخل عناصر الامن واخراجها من القاعة، لم يصدر القاضي أي تعليق بايقافها. اما في محكمة عبان رمضان فتعرضت القاضية الى نفس السلوك من احدى قريبات المتهم بحيث تعرضت الها بالسب وبالشتم بالكلام الجارح فما كان عليها الا امر الشرطي بايقافها خاصة وانها تعدت حدودها واخلت بنظام المحكمة كمكان موقر وجب التزام الكل بالاحترام على مستواه. ومن الأولياء من يلتزمون بالهدوء حتى بعد اقرار الاحكام على ابنائهم ويتجسد تاثرهم بالاحكام في بكائهم الهادىء المعبِّر عن ما يختلج في نفوسهم من الحكم الذي يقر بسجن ابنائهم او اخوتهم الا انهم لا يتمادون في افعالهم بالاعتداء على هيئة المحكمة ويلتزمون الصمت اتجاهها خاصة وان تلك التصرفات من الممكن جدا ان تلبسهم هم الآخرين قضايا السب والشتم لهيئة نظامية خاصة وان لم يغض بعض القضاة الطرف عن تلك السلوكات وهي في الحقيقة الحل الذي يتخذوه مراعاة للحالة النفسية لاقارب المتهمين بعد سماع الاحكام النهائية التي تحكم بسجنهم ولا يتخذوا الاساليب الردعية الا في حال تجاوز البعض لحدودهم واطلاق الكلام القاسي والجارح الذي يمسُّ بهيبة القضاة ووقارهم. اما في حال الحكم بالبراءة فتنقلب المحاكم وكانها قاعات حفلات وتملأها الزغاريد والهتافات المناصرة للهيئة القضائية على غرار "يحيا العدل، سقط الباطل، النصر للمظلوم" وغيرها من الهتافات الاخرى خاصة وان طعم الحرية لا يضاهيه طعم.