بهدف عزلها عن "تنظيم القاعدة" الجزائر تتفاوض سرا مع "أنصار الدين" أفادت مصادر إعلامية أمس الاثنين أن الجزائر تجري حاليا مفاوضات سرية مع أحد اعيان الحركة الوطنية لتحرير أزواد وشخص مقرب من حركة أنصار الدين في ولاية تمنراست من أجل التوصل إلى اتفاق يمنع استمرار مساعدة الحركة لما يعرف بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وحركة التوحيد والجهاد. كشفت وكالة (الاناصول) للأنباء نقلا عن مسؤول أمني جزائري رفض ذكر اسمه عن وجود اتصالات سرية بين الجزائر وحركة تحرير أزواد وحركة أنصار الدين بهدف التوصل إلى اتفاق يعزل حركة أنصار الدين عما يعرف بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي بولاية وأفادت الوكالة التركية أن مصدرا أمنيا من الجزائر رفض ذكر اسمه كشف أن هناك اتصالات "بين مفاوضين جزائريين وأحد أعيان حركة أزواد وشخص مقرب للغاية من أمير حركة أنصار الدين إياد غالي، في مدينة تمنراست بأقصى الجنوب"، وبحسب وكالة الأناضول فقد أفاد المسؤول الجزائري أن المفاوضات الجارية حاليًا "تتعلق بعدة أمور أهمها التوصل إلى اتفاق يمتنع بموجبه مقاتلو حركة أنصار الدين عن مساندة تنظيم القاعدة وحركة التوحيد والجهاد وكتيبة الملثمين، مقابل وقف مطاردة القوات الدولية لقيادات وعناصر الحركة"، وأكد ذات المصدر أن الجزائر تسعى إلى "استثمار اتصالاتها القديمة مع عدد من المحيطين بإياد غالي زعيم أنصار الدين، لعزل أكبر عدد من المقاتلين من أبناء إقليم أزواد عن التنظيمات المسلحة المقربة من القاعدة والتنظيمات المتحالفة معها". من جانب آخر نقل مراسل وكالة الأناضول التركية عن مصادر سياسية موثوقة في الجزائر أن "شخصية رفيعة من شمال مالي مقربة من قيادات حركة أنصار الدين، زارت مدينة تمنراست بصفة سرية مؤخرا، ويستعد حاليًا لنقل عرض جزائري لقيادات الحركة بشأن إجراء المزيد من الاتصالات والمفاوضات لحل الأزمة بشمال مالي" للإشارة فإن الكثير من التقارير أكدت أن حركة "أنصار الدين" التي تنشط في مالي وتخوض معارك ضد الجيش الحكومي المدعوم بقوات فرنسية تضم في صفوفها حاليًا أكثر من ألفي مقاتل يتحصنون في مرتفعات "إيفوغاس" شمال مالي، وتأمل الجزائر في أن تكون "الانشقاقات التي حدثت في حركة أنصار الدين والضربات العسكرية التي تعرضت لها كفيلة بتغيير موقف الحركة" التي تبقى الأقوى عسكريا بين كل المنظمات المسلحة التي تقاتل القوات المالية الفرنسية والإفريقي. من جهة أخرى، طالب ممثلون عن المجموعات المنحدرة من "تمبكتو "شمال غرب مالي باجراء حوار "جامع" لحل الأزمة في مالي و"الوقف الفوري" للانتهاكات المرتكبة بحق المدنيين. وقال ممثلون عن هذه المجموعات في بيان عقب اجتماع استمر يومين في "سالي" على بعد 80 كلم جنوب شرق العاصمة السينغالية دكار "نوصي بالوقف الفوري لكل الانتهاكات بحق المدنيين لكن أيضا مواصلة حوار جامع بالكامل داخل المجموعات وبينها". واضاف الممثلون "'إننا نلتزم بخلق إطار حواري جامع بالكامل بهدف التوصل إلى سلام دائم في إطار احترام التنوع لكل سكان المنطقة". كما طالبوا بنشر قوات الأمن قادرة على طمأنة السكان في تنوعهم واعتقال ومحاكمة أشخاص يرتكبون جرائم وانتهاكات حسب البيان. وقال أحد المشاركين في تصريح إن المجتمعين "ناقشوا بحرية تامة الوضع الحالي في مالي". وتم توقيع البيان من جانب 33 شخصا من أصل عشرات المسئولين وكبار الموظفين وممثلين عن المجتمع المدني واللاجئين أو النازحين الذين". ويشار إلى ان هذه المجموعات تنحدر من دوائر أو تقسيمات تتشكل منها منطقة تمبكتو. ومنذ شهر جانفي الماضي تجري عمليات عسكرية في شمال مالي تقوم بها فرنسا والجيش المالي وقوات بعض الدول الافريقية لطرد مجموعات المسلحة مرتبطة بالقاعدة التي احتلت شمال البلاد قرابة عام. وفقا لعدة شهود ومنظمات حقوقية فقد صاحبت هذه العمليات العسكرية انتهاكات من الطرفين في حق أشخاص متهمين بالتعاون مع الإرهابيين.