يجري مفاوضون جزائريون اتصالات سرية مع شخصيات مقربة من قياديين في حركة "أنصار الدين"، التي تخوض معارك ضد الجيش المالي المدعوم فرنسيًا، للعمل على فك ارتباطها بتنظيم القاعدة والحركات السلفية الجهادية. وقال مسؤول أمني جزائري لمراسل وكالة الأناضول للأنباء، مفضلاً عدم الكشف عن هويته، إن اتصالات سرية تجرى حاليًا بين مفاوضين جزائريين وأحد أعيان أزواد وشخص مقرب للغاية من أمير حركة أنصار الدين إياد غالي في مدينة تمنراست (أقصى جنوبالجزائر)". وأضاف المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته ن المفاوضات الجارية حاليًا "تتعلق بعدة أمور أهمها التوصل إلى اتفاق يمتنع بموجبه مقاتلو حركة أنصار عن مساندة تنظيم القاعدة وحركة التوحيد والجهاد وكتيبة الملثمين مقابل وقف مطاردة القوات الدولية لقيادات وعناصر الحركة". وتسعى الجزائر إلى "استثمار اتصالاتها القديمة مع عدد من المحيطين بإياد غالي - لتكرار تجربة الوئام والمصالحة التي أسفرت عن استسلام آلاف المسلحين قبل سنوات - لعزل أكبر عدد من المقاتلين من أبناء إقليم أزواد عن التنظيمات المسلحة المقربة من القاعدة والتنظيمات المتحالفة معها"، بحسب المصدر نفسه. على صعيد متصل، قالت الوكالة أن "شخصية رفيعة من شمال مالي مقربة من قيادات حركة أنصار الدين، زارت مؤخرا مدينة تمنراست ا سرا، ويستعد حاليا لنقل عرض جزائري لقيادات الحركة بشأن إجراء المزيد من الاتصالات والمفاوضات لحل الأزمة بشمال مالي". ويأمل الجانب الجزائري في أن تكون "الانشقاقات التي حدثت في حركة أنصار الدين والضربات العسكرية التي تعرضت لها كفيلة بتغيير موقف الحركة" التي تبقى الأقوى عسكريا بين كل المنظمات المسلحة التي تقاتل القوات المالية الفرنسية والإفريقية. وتشير بعض التقارير إلى أن حركة "أنصار الدين" تضم في صفوفها حاليا أكثر من ألفي مقاتل يتحصنون في مرتفعات "إيفوغاس" شمال مالي..