يعانون منذ 25 سنة بباب الزوار المياه القذرة تنغص حياة سكان الأقبية لا حياة تنادي وسط المياه القذرة والروائح الكريهةّ وبمشاركة البعوض والحشرات الضارة التي تلهو وتتغذى من مياه الصرف القذرة المتدفقة بالقبو، هي مأساة يعيشها سكان الأقبية بمختلف المناطق التابعة لولاية الجزائر العاصمة او بالمدن الكبرى هؤلاء الذين عبروا عن الوضعية الكارثية التي يعيشونها منذ سنوات طويلة هروبا من أزمة السكن الخانقة، التي تفتك بالعديد من سكان الولاية. عائلات كثيرة فضلت الهروب من جحيم العيش في الشوارع إلى الإقامة بالأقبية وبالبيوت القصديرية، لعدم امتلاكها سكنا لائقا ، لتجد نفسها بين أحضان أقبية عمارات تفتقد لأدنى شروط العيش الكريم واللائق، بل الأسوأ من ذلك وسط المياه القذرة لقنوات الصرف الصحي وكذا وسط الروائح الكريهة والحشرات الضارة والمؤذية، لتجد نفسها مع مرور الوقت عرضة للمخاطر والكثير من الأمراض الصدرية والتنفسية، بالإضافة إلى الحساسية الجلدية ومختلف الأمراض التي تظهر أعراضها مع مرور الزمن ولعل الشريحة الأكثر تضررا هم الأطفال إضافة إلى الأشخاص المسنين. وفي هذا الشأن أفادت إحدى العائلات من بين الأعداد الهائلة التي تقطن بالأقبية ومنها تلك المتواجدة بحي 5 جويلية حيث لجأ بعض المواطنين إلى استغلال الأقبية واتخاذها بيوتا هروباً من الشارع وقسوته التي لا ترحم حيث عبروا عن استيائهم الكبير من الحالة التي يعيشونها منذ أكثر من 25 سنة وهم يعانون من حالة اجتماعية اقل ما يقال عنها أنها مأساوية حيث صرح احد ساكني الأقبية والمقدرين بحوالي 200 عائلة أنهم يعيشون حالة كارثية حيث الروائح الكريهة التي تنبعث من الداخل هذه الأقبية جراء التسربات الحاصلة للمياه القذرة من قنوات الصرف الصحي ما أدى إلى انتشار الحشرات السامة خاصة في ظل انعدام التهوية داخل القبو والأكثر من هذا كله يقول محدثنا أن المكان يعج بعشرات والجرذان التي سلبت منها بيوتها من قبل المواطنين. وقد وجدنا الانطباعات نفسها لدى المواطنون المتواجدون بالمكان فيما يتعلق باستغلالهم للأقبية لأنهم وجدوا أنفسهم مرغمين على هذه الحياة باستثناء البعض منهم ممن تعمدوا العيش هناك بنية الحصول على سكن إضافي مثلما حدث في مناطق أخرى لحالات مشابهة تم ترحيلها أما بالنسبة لسكان العمارة فقد استنكروا هذه التصرفات ، حيث ذكر محدثونا أن عدم تفعيل عمل لجان وجمعيات أحياء جعل الأمور تبقى على حالها، وصارت المحاولات الفردية لبعض المواطنين أشبه بصيحة في الهواء ، فبعضهم اشتكى الأمر لمصالح البلدية وآخر راسل ديوان الترقية، فيما لم تحرك الأغلبية ساكناً، منتظرة ذلك من المصالح المعنية. في الشأن ذاته أفاد احد المواطنون بان مصالح البلدية التي تمارس الكثير من البيروقراطية والتماطل، ولا تساعد على بعث لجان الأحياء ودعم جمعيات الأحياء، تبث بذلك بذور اليأس في نفوس الأعضاء الفاعلين في المجتمع، مشيراً إلى أن الانطباع السائد لدى المواطنين هو أن الإدارة لا تتعاون مع المواطنين، لأنها لا تجد من يحاسبه خاصة ونحن في سنة 2013 حيث ينتظر السكان عمل ونشاط أكثر ومجهود اكبر من المنتخبين الجدد الذين لا يزالون ينتهجون نفس الطريق الذي سلكوه المسؤولين القدامى. كما سبق الذكر فان شكاوى السكان لا تزال مستمرة بفعل الروائح الكريهة المنبعثة من تسربات المياه القذرة المصحوبة بمختلف الحشرات الضارة، الأمر الذي دفعهم إلى تقديم نداءات استغاثة إلى أعلى السلطات لانتشالهم من تلك الوضعية المزرية وتمكنيهم من الحصول على سكنات لائقة في اقرب الآجال لعلى وعسى أن يتحقق حلمهم وحلم من يعيشون نفس المعاناة معهم بمختلف المناطق الجزائرية وباعتبارهم مواطنون جزائريون فإنهم يأملون فعلا في الحصول على سكن يحفظ ماء الوجه لهم ولأبنائهم الذين لا يزال مستقبلهم معلق لحد الساعة ينتظر فقط التفاتة من المسؤول المتقاعس.